للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعدُ (!) عن أبي الفتح الأزدي ... وهو يعلم أن الأزدي مطعون فيه عند الكُلِّ ... فلا يستحي الخطيب أن يقابلَ قولَ الدارقطني في مهنأ بقول هذا ثم لا يتكلم عليه؟

أقول: عفا الله عنك يا أبا الفرج، ... وعليك في كلامك هذا مؤاخذات:

...................

الرابعة: أن الأزدي ذكر مُتَمَسَّكَةُ، فلا يسوغُ ردُّ قوله إلا ببيانِ سقوطِ حُجَّتِه.

أما متمسك الأزدي فهو أن مهنأ روى عن زيد بن أبي الزرقاء، عن سفيان الثوري، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن جابر حديثًا في الجمعة، ولا يُعلم رواه أحدٌ غيره، عن زيد بن أبي الزرقاء، ولا عن غيره عن سفيان الثوري، فلا يُعرف عن الثوري إلا بهذا الإسناد ...

فلو كان ابن الجوزي نظر في هذا الحديث وحَقَّقَ، لكان أَوْلَى به مما صنع.

وعلى كل حالٍ، فغاية ما في الباب أن يكون مهنأ أخطأ في سند هذا الحديث، فكان ماذا؟

وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "كان من خيار الناس في حديث أحمد بن حنبل وبشر الحافي، مستقيم الحديث".

ويكفيه مكانته عند أحمد، وثناء أصحابه عليه، والله أعلم". اهـ. كلام المعلمي.

قال أبو أنس:

قد أقام المعلمي لجرح الأزدي -على ما فيه- وزنًا؛ لمَّا فسَّرَهُ الأزدي وبَيَّن مستنده فيه، ولم يَقبل المعلمي دفعَ ابن الجوزي له من أجل ما في الأزدي من الطعن.

• وفي ترجمة: مسلم بن أبي مسلم من التنكيل رقم (٢٤٤):

قال الكوثري: وثقه الخطيب، لكن في اللسان أنه ربما يخطيء. وقال البيهقي: غير قوي، وقال أبو الفتح الأزدي: حدَّث بأحاديث لا يتابع عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>