للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال صالح بن محمد: تكلم فيه مالك لروايته عن أبيه كتاب السبعة -يعني الفقهاء- وقال: أين كنا عن هذا؟

وإنما روى هذا بعد أن انتقل إلى العراق كما يأتي عن ابن المديني.

وقال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه: ما حدث بالمدينة فهو صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون، ورأيت عبد الرحمن بن مهدي يخطُّ على أحاديثه، وكان يقول في حديثه عن مشيختهم: فلان وفلان وفلان، قال: ولَقَّنَهُ البغداديون عن فقهائهم (١).

يعني الرواية عن أبيه عن المشيخة بالمدينة أو الفقهاء بها، وهذا هو الذي حكى صالح بن محمد أن مالكًا أنكره.

تَبَيَّنَ أن ابنَ أبي الزناد إنما وقع منه ذلك بالعراق، وابنُ مهدي إنما كان عنده عن ابن أبي الزناد مما حَدَّث به بالعراق، كما يدل عليه كلامُ ابن المديني، ويأتي نحوه عن عمرو بن علي.

وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وفي حديثه ضعف، سمعت علي بن المديني يقول: حديثه بالمدينة مقارب، وما حدَّث به بالعراق فهو مضطرب. قال علي: وقد نظرت فيما روى عنه سليمان بن داود الهاشمي فرأيتها مقاربة (٢).


(١) هكذا في "التنكيل" تبعا لـ"تهذيب التهذيب" (٦/ ١٧٢)، والذي في "تهذيب الكمال" (١٧/ ٩٩) تبعا لـ "تاريخ بغداد" (١٠/ ٢٢٩): "وكان يقول في حديثه عن مشيختهم: ولَقَّنَه البغداديون عن فقهائهم فلان وفلان وفلان".
(٢) "تاريخ بغداد" (١٠/ ٢٢٩)، وليس في أوله: "ثقة صدوق"، وهي في نقل المزي في "تهذيب الكمال" (١٧/ ٩٩).
ولقد طاش قلمي في التعليق على هذا الموضع من القسم الأول من "النكت الجياد" (ص ٤٦٤)، فقلت: "ولم أر هذا النص في "المعرفة والتاريخ" ليعقوب, فكأنه ساقط منه". وهذا ذهول قبيح مني، فصاحب "المعرفة" هو يعقوب بن سفيان الفسوي، وهو غير ابن شيبة بلا شك فاللهم غفرانك.

<<  <  ج: ص:  >  >>