للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي آخر باب الخاء المعجمة من "لسان الميزان": "خيرة بنت محمد بن سباع، عن أبيها، عن عائشة -رضي الله عنها- وعنها إسماعيل بن عياش، لا تعرف" وهي هذه، والصحيح في اسمها جبرة -بجيم وموحدة- وهي بنت محمد بن ثابت بن سباع كما سبق، وأبوها ذكره ابن حبان في الثقات، وذلك لا يكفي في معرفة حاله".

وذكر السيوطي أن الخبر روي عن علي بن أبي طالب، وعن أبي بكرة (١) ولم يسق سنديهما لسقوطهما فيما أرى، وذكر أن ابن أبي شيبة أخرجه عن نفر من التابعين مرسلًا (٢)، ولم يسق الأسانيد، ثم قال: "وهذا الحديث في معتقدي حسن صحيح" (٣).

كذا قال: وإنما أولع الناس بهذا الخبر لاحتياجهم إلى التوسل به إلى حاجاتهم، تكون لأحدهم الحاجة إلى رجل جميل الوجه في الجملة، فيروي هذا الخبر ويسأله حاجته، وفي ذلك عدة بواعث للمسئول على قضاء الحاجة، فمن ثَمَّ عُني به الكذابون، ونشط غيرهم لروايته عنهم، وفيما هنا روايتهم له عن ثمانية من


(١) أخرجه تمام في "فوائده" (٨٦٤) من حديث المبارك بن فضالة، عن الحسن البصري، عن أبي بكرة مرفوعًا به.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٥/ ٢٩٨، ٢٩٩) من حديث أبي مصعب الأنصاري، وعطاء، والزهري مرسلًا به.
(٣) قال المناوي بعد عرض طرقه وما فيها:
"وبه يعرف أن المصنف لم يصب في قوله في اللآلىء: هذا حديث في نقدي حسن صحيح".
ونقل أيضًا عن ابن عبد الهادي قوله: "هذا الحديث كذب". اهـ. "فيض القدير" (١/ ٥٤٠).
وقال العقيلي في "الضعفاء" (٤/ ١٠٢): "الرواية في هذا الباب فيها لين".
وفي "المنتخب من العلل" للخلال (ص ٨٦): "هذا الحديث كذب".
وقال ابن القيم في "المنار المنيف" (٦٣): "وكل حديث فيه ذكر حسان الوجوه أو الثناء عليهم أو إليهم أو التماس الحوائج منهم أو أن النار لا تمسهم فكذب فختلق وإنك مفترى".
وقال في موضع آخر (١٢٥): "ليس في هذا الباب شيء يثبت عن النبى -صلى الله عليه وسلم-".
وراجع: "الموضوعات" لابن الجوزي (٢/ ١٦٠ - ١٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>