للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٩٥): "هو نيسابوري قدم الري مضطرب الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به". وقال ابن عدي المولود سنة (٢٧٧): "روى أحاديث غير محفوظة وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق".

وقال الخليلي المولود بعد ذلك بزمان فإنّه توفى سنة (٤٤٦): "كان يتفقه على رأي أبي حنيفة، رضيته الحنفية بخراسان، ولم يتفق عليه حفاظ خراسان".

وقد سبق في ترجمة عبد الله بن محمود ذكر ما زعمه الأستاذ الكوثري من أن من لم يوثقه أهل عصره يكون مجهول الصفة، وتراه هنا يرد جرح المتقدمين لبشار ويتشبث يقول المتأخر عنه بقريب من مائتي سنة "رضيته الحنفية بخراسان" ويزيد الأستاذ فيزعم أن أبا زرعة إنما كذبه لأنه مخالف له في المذهب. وقد علم مما سلف في القواعد أن من شهد له أهل العلم أنه "صدوق" لا يقبل من أحد أن يقول: إنه تعمد الكذب أو الحكم بالباطل إلا أن يقيم على ذلك حجة صارمة، فما بالك بمن شهدوا له بأنه ثقة؟ فما بالك بمثل أبي زرعة في إمامته وجلالته وتثبته؟.

والخليلى متأخر جدًّا عن زمن بشار كما مرّ ولا ندري إلى ماذا استند في قوله: "رضيته الحنفية بخراسان"، وهبْهُ رضوه في رأيه ولا يدرون ما حاله في الحديث كما رضي أهل المغرب أصبغ بن خليل وقد مرت ترجمته (١).

وقد كان يمكن الأستاذ أن يقول: ذكروا أن أبا زرعة الرازي كذبه ولا ندري ما الذي اعتمده في تكذيبه، وكلام أبي حاتم يعطى أن بشارًا صدوق إلا أنه مضطرب الحديث، ويقوي ذلك رضا حنفية خراسان به، والتصديق يقدم على التكذيب المبهم. والله أعلم.


(١) "التنكيل" رقم (٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>