للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي بن منيع، فحضرت وحضر إنسان معنا يقال له أبو سهل الصفار ولم يكن معنا حسين، فبعد ذلك بيوم أو يومين جاؤا ومعهم حسين، فسألوا ابن منيع أن يقرأ لهم شيئًا، فقرأ لهم عليه ثلاثة أحاديث أو أربعة أحاديث فحسب، وكان ثقيلًا في علّة الموت، ولُقِّن بعضُ الشيء فلفظ لهم به هذا، هذا مقدار ما سمع حسين حسب.

قال زاهر: وبلغني أنه يحدث عنه بشيء كثير، فكتبت إليه وقلت: شهدت أمرك، ولم تسمع منه إلا ثلاثة، أو أربعة، فإن أمسكت وإلا شهرتك. فبلغني أنه أقصر.

قال البرقاني: فقلت له: لم يقصر!

وقال البرقاني: عندي عن الشماخي رزمة -وكان قد أخرج كتابًا على صحيح مسلم- ولا أخرج عنه في الصحيح حرفًا واحدًا. اهـ وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: "قدم علينا نيسابور حاجًا سنة تسع وخمسن وثلاثمائة، فانتقينا عليه وكتبنا عنه العجائب، ثم اجتمعت تلك السنة بأبي عبد الله بن أبي ذهل، وذاكرته بما كتبنا عنه فأفحش القول فيه، وقال لي: دخلنا معًا بغداد، ومات أبو القاسم بن منيع، وهو ذا يحدث عنه، ولا يحتشمني وأنا معه في البلد.

ثم إن الشماخي انصرف من الحج إلى وطنه بهراة، ورفض الحشمة، وحدث بالمناكير عن أهل العراق والشام ومصر .. " (عن الخطيب وابن عساكر).

وزاد ابن عساكر: "ذكر أبو عبد الله الحافظ في موضع آخر عن ابن أبي ذهل أنه قال: دخلت بغداد سنة سبع عشرة وثلاثمائة وأبو القاسم بن منيع حيّ، وهو في آخر علته فلم يسمع منه، فيحتمل (١) أن الشماخي سمع منه ولم يعلم ابن أبي ذهل. اهـ

هذا تمام ترجمته وما قيل فيه عند الخطيب وابن عساكر والسمعاني في الأنساب "نسبة الشماخي" وثلاثتهم نقلوا عن "تاريخ نيسابور" للحاكم، وليس في نقلهم عنه


(١) هذا قول الحاكم كما صرح به الذهبي في "السير" (١٦/ ٣٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>