للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن جهةٍ كان وجيهًا عند بني العباس.

ومن جهةٍ تقرب إلى أهل السنة برده على الجهمية.

واستطاع أن يتجمل لابن معين حتى أحسن الظن به ووثقه.

وأحسبه كان مخلصًا لبني العباس وتظاهر لأهل البيت مكرًا منه لكي يصدق فيما يرويه عنهم، فروى عن علي بن موسى عن آبائه الموضوعات الفاحشة كما ترى بعضها في ترجمة علي بن موسى من "التهذيب"، وغرضه من ذلك حط درجة علي ابن موسى وأهل بيته عند الناس.

وأتعجب من الحافظ ابن حجر يذكر في ترجمة علي بن موسى من "التهذيب" تلك البلايا وأنه تفرد بها عنه أبو الصلت، ثم يقول في ترجمة علي من التقريب: "صدوق والخلل ممن روى عنه" والذي روى عنه هو أبو الصلت. ومع ذلك يقول في ترجمة أبي الصلت من التقريب: "صدوق له مناكير وكان يتشيع، وأفرط العقيلي فقال: كذاب".

ولم ينفرد العقيلي فقد قال أبو حاتم: "لم يكن بصدوق" (١). وقال ابن عدي: "له أحاديث مناكير في فضل أهل البيت وهو متهم فيها". وقال الدارقطني: "روى حديث: "الإيمان إقرار القول" وهو متهم بوضعه". وقال محمد بن طاهر: "كذّاب" ثم ذكر عن ابن صصرى: روى بسندٍ فيه من لم أعرفه عن "محمد بن يونس بن موسى القرشي -هو الكديمي- ثنا حفص بن عمر بن دينار الأبلي حدثني سعيد بن راشد السماك حدثني عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمر .. إلخ".

الكديمي وشيخه وشيخ شيخه ثلاثتهم هلكى ... ". اهـ.


(١) وأمر أبو زرعة أن يضرب على حديثه، وقال: لا أحدث عنه ولا أرضاه "الجرح" (٦ / ت ٢٥٧).
وقال النسائي: ليس بثقة "تاريخ بغداد" (١١/ ٥١).
وقال العقيلي والدارقطني: رافضي خبيث.

<<  <  ج: ص:  >  >>