للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إرسال ما لم يسمعه، وذكر منها حديث عمرو بن دينار في لحوم الخيل وقد مرّ. وهذا حكم من مسلم بأن عمرًا غير مدلس وأن ما قد يقع عن مثل ذلك الإرسال ليس بتدليس.

واحتج الشيخان بكثير من أحاديث عمرو التي لم يصرح فيها بالسماع، واحتج مسلم بحديث في المخابرة رواه ابن عيينة عن عمرو عن جابر، مع أنه قد ثبت عن ابن عيينة (١) أن عمرا لم يصرح فيه بالسماع من جابر.

وهذا الترمذي حاكي الحكايتين (٢) عن البخاري صحح في حديث لحوم الخيل رواية ابن عيينة التي فيها "عمرو عن جابر" وخطأ حماد بن زيد في قوله "عمرو عن محمد بن علي عن جابر" مع جلالة حماد وإتقانه، فلو كان عند الترمذي أن عمرًا يدلس لما كان عنده بين الروايتين منافاة، والصحيح أنه لا منافاة ولا تدليس كما مرّ.

فأما ما في "معرفة الحديث" للحاكم (ص ١١١) في صدر كلامه في التدليس: "فليعلم صاحب الحديث أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة .. وأن عامّة حديث عمرو بن دينار عن الصحابة غير مسموعة" (٣). فإنما قال ذلك في صدر من روى


(١) قال ابن عيينة: وكل شيء سمعته من عمرو قال لنا فيه: سمعت جابرًا، إلا هذين الحديثين -يعني: لحوم الخيل، والمخابرة- ولا أدري بينه وبين جابر فيهما أحد أم لا. "المعرفة والتاريخ" للفسوي (٢/ ٧٤٣).
وقال الدارقطني: لم يسمع من جابر حديثه عن أبي بكر: "من كان له عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عِدَةٌ فليأتني". "علل الدارقطني" (١ / ق ١٣).
(٢) إحداهما في لحوم الخيل، والأخرى في القضاء بشاهد ويمين، قال الترمذي: عمرو بن دينار لم يسمع عندي هذا الحديث من ابن عباس، كما في "العلل الكبير" للترمذي -ترتيب أبي طالب المكي- (١/ ٥٤٦).
وسئل ابن عيينة عما روى عمرو بن دينار عن ابن عباس وابن الزبير في القرآن، سماع؟ فقال: كان عمرو لا يقول فيها سمعت ابن عباس. "علل أحمد" (٣/ ٢٨٥).
(٣) فائدة: ممن ذُكر أن عَمرا أرسل عنهم أو رآهم ولم يسمع منهم:
أ- قال ابن معين: لم يسمع من البراء بن عازب. الدوري (٢/ ٤٤٣). =

<<  <  ج: ص:  >  >>