للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أشار الشيخ المعلمي إلى الوهم الواقع في عبارة الحافظ ابن حجر في "الإصابة" و"مقدمة الفتح" أن عروة بن الزبير قال: "كان مروان لا يتهم في الحديث".

فقد قال البخاري في ترجمة مروان من "التاريخ الكبير" (٧/ ٣٦٨): "نا محمد بن سعيد قال: نا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال:. أخبرني مروان بن الحكم قال: فلا إخاله يتهم علينا .. ثم ذكر حديثا في فضل الزبير بن العوام -رضي الله عنه-".

فعلّق المعلمي على قول عروة: "فلا إخاله يتهم علينا"، بقوله:

"هكذا في الأصلين، وفي مسند أحمد في هذه القصة "وما إخاله يتهم علينا". "المسند" (١/ ٦٤).

ومعنى هذه العبارة كما لا يخفى أن مروان لا يتهم بأن يكذب في فضيلة لآل الزبير، مع ما بينه وبينهم من الشحناء منذ قتل عثمان، واتهم الزبير بأنه ممن ألّب عليه.

وفي ترجمة مروان من "الإصابة" و"مقدمة الفتح" أن عروة قال: "كان مروان لا يتهم في الحديث".

وفي "التهذيب" (١٠/ ٩٢): "وقول عروة بن الزبير: كان مروان لا يتهم في الحديث هو في قصة ذكرها البخاري (بياض) في قصة نقلها عن مروان عن عثمان في فضل الزبير".

أقول: بين العبارتين بون شاسع كما لا يخفى، والله المستعان (١). اهـ.


(١) عبارة "التاريخ الكبير" تفيد نفي التهمة عن مروان في أمر خاص، وهو تحديثه بفضيلة لمن بينه وبينهم عداوة، وهم آل الزبير.
وعبارة الحافظ ابن حجر تفيد نفي التهمة عن مروان في الحديث بعامَّة.
ويظهر أنَّ الشيخ المعلمي قد قال مقالته السابقة في "الأنوار الكاشفة": "قد عرف تحريه الصدق في الحديث" أخذًا بظاهر عبارة الحافظ ابن حجر، وذلك مِنْ غير أن ينعم النظر في عبارة "التاريخ الكبير" والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>