(٢) بل الثاني، كما سيأتي. (٣) هكذا ساق الشيخ المعلمي هذا الفصل، ولم أر في الثالث كلامًا لابن معين أصلًا، والظاهر أن المعلمي رحمه الله سبق قلمه أو انتقل بصره عند النقل. وإنما جاء الخلاف فيمن وقع عليه كلام ابن معين في رواية الدوري. والواقع في "تاريخ الدوري" (٢/ ٥٨١): المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي ثقة. وهذا الرسم يشترك فيه اثنان: الأول: المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي أبو هاشم ويقال أبو هشام المدني. الثاني: المغيرة بن عبد الرحمن بن هشام بن المغيرة المخزومي أبو هاشم ويقال أبو هشام أيضًا المدني أخو أبي بكر بن عبد الرحمن. فأورد ابن أبي حاتم قول الدوري في ترجمة الثاني، وكذا تبعه أبو القاسم بن عساكر "تاريخ دمشق" (١٧/ ٩٤ - الظاهرية). فوهَّمَهُمَا المزي في ذلك، وجزم بأن نقل الدوري عن ابن معين إنا هو في الأول، واستدل بما رواه ابن عساكر بسنده إلى أبي بشر الدولابي عن معاوية بن صالح قال في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم: "المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، لم يعرفه ابن معين". أقول: قد وافق ابنُ محرز: الدوريَّ في نقله عن ابن معين توثيق المخزومي -ولم يُعَيِّنْهُ أيضًا- وضعفَ الحزامي. كما في "سؤالاته" (١/ ١٧٣)، (١/ ٢٤٦). فإذا أضيف بلى ذلك نقل معاوية بن صالح عن ابن معين أنه لم يعرف الثاني -وهو ابن هشام بن المغيرة- ترجح أن نقل الدوري وابن محرز عنه التوثيق إنا هو لمن عرفه وهو الأول -أي ابن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة- كما ذهب إليه المزي، والله تعالى أعلم.