للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأزدي مطعون فيه عند الكُلّ .. فلا يستحي الخطيب أن يقابل قول الدارقطني في مهنأ بقول هذا ثم لايتكلم عليه؟ ".

أقول: عفا الله عنك يا أبا الفرج، ما أرى الباعث لك على التجني على الخطيب إلا ما قدمته في ترجمته (١).

وعليك في كلامك هذا مؤاخذات.

الأولى: أن الموجود في "تاريخ الخطيب" تعقيب كلمة الأزدي بحكاية السلمي عن الدراقطني كما مرّ.

الثانية: أن هذا مع ذكر مكانة مهنأ عند أحمد وثناء أصحابه عليه في قوة الردّ على كلمة الأزدي كما مرّ.

الثالثة: أنك إذْ ذكرت ما قيل في الأزدي كان ينبغي أن تذكر ما قيل في السلمي حاكي التوثيق عن الدارقطني، وقد ذكرت ترجمته في "المنتظم" (ج ٨ ص ٦) وفيها قول محمد بن يوسف القطان: "كان أبو عبد الرحمن غير ثقة، ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئًا يسيرًا، فلما مات الحاكم أبو عبد الله ابن البيِّع حدث عن الأصم بـ "تاريخ يحيى بن معين" وبأشياء كثيرة سواها، وكان يضع للصوفية الأحاديث". ولم تتعقبْ هذا ولا ذكرت ما يخالفه (٢).

الرابعة: أن الأزدي ذكر متمسكه, فلا يسوغ ردّ قوله إلا ببيان سقوط حجته.

أما متمسك الأزدي فهو أن مهنأ روى عن زيد بن أبي الزرقاء عن سفيان الثوري عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن جابر حديثًا في الجمعة.


(١) يعني ترجمة الخطيب، وراجع ترجمة ابن الجوزي من كتابنا هذا في قسم تراجم الأئمة والمصنفين.
(٢) راجع ترجمة محمد بن الحسين السلمي من كتابنا هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>