للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصح عن ابن معين من أوجه أنه قال: "ثقة"، وروى عنه، وجاء عنه أنه مع ثنائه عليه لينه في الرواية، وأتم ذلك رواية علي بن حسين بن حبان، وفيها عن ابن معين: "نعيم بن حماد صدوق، ثقة، رجل "صالح" (١)، أنا أعرف الناس به كان رفيقي بالبصرة. إلا أنه كان يتوهم الشىء فيخطىء فيه، وأما هو فكان من أهل الصدق".

وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: "سمعت النسائي يذكر فضل نعيم بن حماد وتقدمه في العلم والمعرفة والسنن، ثم قيل له في قبول حديثه؟ فقال: قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة فصار في حد من لا يحتج به" (٢).

وهذا يدل أن ما روى عن النسائي أنه قال مرة: "ليس بثقة" (٣) إنما أراد بها أنه ليس في حد أن يحتج به، وهب أن النسائي شدد فكلام الأكثر أرجح ولاسيما ابن معين، لكمال معرفته ولكونه رافق نعيمًا وجالسه وسمع منه وخبره حتى قال كما تقدم: "أنا أعرف الناس به".

وقد أورد له ابن عدي أحاديث انتقدت عليه ثم قال: "وعامة ما أنكر عليه هو الذي ذكرته وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيمًا".

وقال ابن حجر في "التهذيب": "أما نعيم فقد ثبتت عدالته وصدقه ولكن في حديثه أوهام معروفة وقد قال فيه الدارقطني (٤): إمام في السنة كثير الوهم. وقال أبو أحمد الحاكم: ربما يخالف في بعض حديثه. وقد مضى أن ابن عدي تتبع ما وهم فيه، فهذا فصل القول فيه".

وإنما أوقع نعيمًا فيما وقع فيه من الأوهام أنه سمع فأكثر جدًّا من الثقات ومن الضعفاء، قال أحمد بن ثابت أبو يحيى: "سمعت أحمد ويحيى بن معين يقولان: نعيم


(١) وفي "تاريخ بغداد" (١٣/ ٣١٢)، وعنه المزي في "تهذيب الكمال" (٢٩/ ٤٧٠) وغيره: "رجل صدق".
(٢) "تهذيب الكمال" (٢٩/ ٤٧٦).
(٣) "تاريخ بغداد" (١٣/ ٣١٢)، وقال في"الضعفاء والمتروكين" له: "ضعيف" (ت ٥٨٩).
(٤) "سؤالات الحاكم" (٥٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>