للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر في ترجمة الهيثم قول أحمد: "ثقة" قال: "وقال العجلي: ثقة صاحب سنة. وقال إبراهيم الحربي: أما الصدق فلا يدفع عنمع وهو ثقة. وقال الدارقطني: ثقة حافظ" وذكر قبل ذلك قول ابن سعد: " .. وكان ثقة".

أما الغلط فذكر له الذهبي في "الميزان" (١) حديثًا واحدًا، فإن كان هو الذي أشار إليه ابن عدي (٢)، فابن عدي هو الغالط، والحديث هو ما رواه الهيثم عن أبي عوانة عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعًا: "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار".

كأن المُغلِّط بنى على أن هذا المتن معروف من رواية سفيان الثوري عن عبد الأعلى، فأما أبو عوانة فالمعروف من روايته عن عبد الأعلى بهذا السند حديث: "اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فإنه من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار".

ويجاب عن هذا بأن في "مسند أحمد" (ج ١ ص ٣٢٣) حدثنا أبو الوليد ثنا أبو عوانة عن عبد الأعلى .. : "اتقوا الحديث عني .. ومن كذب في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار". فجمع بين الجملتين، وأخرج الترمذي (٣) عن سفيان بن وكيع عن سويد بن عمرو الكلبي عن أبي عوانة نحوه, وقال في الجملة الثانية: "ومن قال في القرآن .. " فتبين أن المتنين حديث واحد اقتصر الثوري في روايته عن عبد الأعلى على أحدهما، واقتصر أبو عوانة في رواية الهيثم على الآخر، وجمعهما في رواية أبي الوليد وسويد بن عمرو.

وفي "سنن البيهقي" (ج ٧ ص ٤٦٢) من طريق ابن عدي بسنده إلى الهيثم: "نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يحرم


(١) (٤/ ٣٢٠).
(٢) بل هو آخر، سيذكره المعلمي قريبًا عن سنن البيهقي بسنده إلى ابن عدي (الكامل: ٧/ ٢٥٦٢).
(٣) رقم: (٢٩٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>