للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعرفة الجهتين الأوليين نافعة:

أما الثانية، فإن ما تقدم من كلام أبي زرعة وصالح بن محمد الحافظ، وما جمعه ابن أبي حاتم من المآخذ على البخاري كان بالنظر إلى النسخة التي أخرجها البخاري أولا، وبهذا يتضح السبب فيما ذكره الخطيب معترضا على ابن أبي حاتم، قال: "وحكى عنه -أي عن البخاري- في ذلك الكتاب أشياء [على الغلط] هي مدونة في تاريخه على الصواب بخلاف الحكاية عنه".

فكلام ابن أبي حاتم كان بحسب النسخة التي أخرجها أولا، وكلام الخطيب بالنظر إلى النسخة التي أخرجها البخاري ثانيا، وهي رواية أبي أحمد محمد بن سليمان ابن فارس الدلال النيسابوري المتوفى سنة ٣١٢ ... (١).

في رواية ابن فارس هذه مواضع على الخطأ، وهي في رواية محمد بن سهل بن كردي عن البخاري على الصواب، انظر "الموضح"، الأوهام: ٧، ٩، ١٣ من أوهام البخاري مع تعليقي.

فظهر أن رواية ابن فارس مما أخرجه البخاري ثانيا؛ ورواية ابن سهل مما أخرجه ثالثا".

وأستطردُ هنا في النقل عن الشيخ المعلمي بما له تعلق بهذه الجهة فأقول:


(١) وذكر المعلمي في حاشية "الموضح" (١/ ٥١) قضية استدل بها على أن: "البخاري أخرج التاريخ قديما، وأن رواية ابن فارس مما أخرجه قبل سنة ٢٢٤ ".
وذكر كذلك في حاشية (ص ١٦٦): "أن ابن فارس إنما قرأ على البخاري من التاريخ إلى باب: فضيل". وما بعد ذلك فبالإجازة وقد نَبَّه الشيخُ المعلمي في حاشية "الموضح" (١/ ١٦٧) (١/ ١٧٤ - ١٧٥) (١/ ١٩٦) (١/ ١٩٨) وغيرها، على ما وقع لابن فارس من الخطأ من جَرَّاءِ أَخْذِهِ ذلك القَدْر بالإجازة بينما وقع لابن سهل على الصواب؛ لأنه أخذه سماعا، فراجعه إن شئت.

<<  <  ج: ص:  >  >>