"د ت ق سلمى أم رافع، مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويقال: مولاة صفية بنت عبد المطلب، وهي زوجة أبي رافع، روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعن فاطمة الزهراء، وعنها ابن ابنها عبيد الله بن علي بن أبي رافع. قال ابن عبد البر: كانت قابلة إبراهيم ابن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي التي غسلت فاطمة الزهراء. وقال هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة: جاءت سلمى مولاة صفية امرأة أبي رافع مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تستعديه على أبي رافع، فذكر حديثًا. قلت: جزم ابن القطان بأن سلمى مولاة صفية هي والدة أبي رافع، لا زوجته، وأن سلمى زوجة أبي رافع مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأورد لابن السكن من طريق جارية بن محمد، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن جدته سلمى، وكانت خادما للنبي -صلى الله عليه وسلم-، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بيت لا تمر فيه كأن ليس فيه طعام"، وأما زوجته فذكر ابن أبي خيثمة أنها شهدت خيبر، وولدت لأبي رافع ابنه عبد الله وغيره. وتعقب ابنُ المَوَّاق كلامَ ابنِ القطان، ومداره على ثبوت رواية جارية بن محمد، والله تعالى أعلم. والذي يظهر لي أن الشبهة دخلت على ابن القطان من ظنه أن عبيد الله بن أبي رافع الذي روى عنه جارية ابن عمد هو الكبير، وليس كذلك بل هو الصغير، وهو عبيد الله بن علي بن أبي رافع، نسب إلى جده، فعلى هذا فجدته سلمى هي أم رافع زوج أبي رافع، وأما ابن أبي رافع فلا يعرف اسمه ولا صحبته. وهذا من المواضع الدقيقة، والعلل الخفية التي ادخرها الله تعالى للمتأخر، لا إله إلا هو، ما أكثر مواهبه، ولا نحصي ثناء عليه، لا إله إلا هو". اهـ. (١) يعني كلمته في زكريا بن يحيى الساجي: "مختلف فيه في الحديث، وثقه قوم وضعفه آخرون".