للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قال القرطبي: فعلى هذا؛ فأهل الكفاف هم صدر كتيبة الفقر الداخلين الجنة قبل الأغنياء بخمس مئة عام؛ لأنهم وسطهم؛ والوسط: العدل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (١)؛ أي: عدلًا خيارًا، وليسوا من الأغنياء، ولا من الفقراء.

وفيه حجة لمن ذهب إلى تفضيل الفقير الصابر على الغني الشاكر، يكفي في فضله: أن كل أحد يتمناه يوم القيامة، كذا في "الفيض"، والله أعلم.

قال السندي: قوله: "أنه أوتي من الدنيا قوتًا" أي: لأنه قد يعدم القوت فيؤديه ذلك إلى ما لا ينبغي، فيتمنى أنه لو كان رزقه الله القوت، والله أعلم. انتهى منه.

قال السيوطي: هذا الحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات"، وأعلَّه بنفيع بن الحارث؛ فإنه متروك، وهو مرويٌّ في "مسند أحمد"، وله شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه الخطيب في "تاريخه" بهذا الإسناد والمتن، وكل من رواه إنما روى بإسناد نفيع بن الحارث.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به للترجمة، فهو: ضعيف السند والمتن (١٢) (٤٢٢).

* * *

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث عُبيد الله بن مُحْصِنٍ رضي الله تعالى عنهما، فقال:


(١) سورة البقرة: (١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>