للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ نُفَيْعٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ غَنِيٍّ وَلَا فَقِيرٍ إِلَّا وَدَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ أُوتِيَ مِنَ الدُّنْيَا قُوتًا".

===

في حديثه عن الثوري ففيه لين، من كبار التاسعة، مات سنة بضع ومئتين (٢٠٣ هـ). يروي عنه: (ع).

كلاهما (عن إسماعيل بن أبي خالد) سعيد البجلي الأحمسي، ثقة، من الرابعة، مات سنة ست وأربعين ومئة (١٤٦ هـ). يروي عنه: (ع).

(عن نفيع) بن الحارث أبي داوود الأعمى، مشهور بكنيته الكوفي، ويقال له: نافع، متروك، وقد كذبه ابن معين، من الخامسة. يروي عنه: (ت ق).

(عن أنس) بن مالك رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه أبا داوود الأعمى، وهو متروك.

(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من غني) أي: صاحب مال (ولا فقير .. إلا ود) وأحب حبًّا شديدًا (يوم القيامة أنه أوتي) وأعطي - بالبناء للمفعول - (من الدنيا قوتًا) أي: قدر ما يقوت ويعيش به، وفي رواية: (كفافًا) أي: شيئًا يسد رمقه بغير زيادة على ذلك، قيل: سمي قوتًا؛ لحصول القوة منه.

وقد احتج بهذا الحديث من فضل الفقر على الغنى، وقد اتفق الجميع على أن ما أَحْوَج من الفقر .. مكروه، وما أَبْطَر من الغنى .. مذموم؛ والكفاف: حالة متوسطة بين الفقر والغنى، وخير الأمور أوسطها، ولذلك سألها المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: "اللهم؛ اجعل رزق آل محمد قوتًا" ومعلوم أنه لا يسأل لهم إلا أفضل الأحوال؛ والكفاف حالة سليمة من آفات الغنى المطغي وآفات الفقر المدقع الذي كان يتعوَّذ منهما، فهي أفضل منهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>