للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَمَنْ أَجْرَبَ الْأَوَّلَ؟ ! ".

===

قبل خلق السماوات والأرض (فـ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل الأعرابي؛ إزالة لشبهته: (من أجرب الأول؟ ! ) أي: فمن أصاب بالجرب البعير الأول الذي أصاب الإبل كلها بجربه؟ ! أي: ممن سرى إليه الجرب؛ فإن قالوا: من بعير آخر. . لزم التسلسل، وهو محال عقلًا وشرعًا، أو قالوا: بسبب آخر. . فعليهم أن يبينوه، وإن قالوا: الفاعل في الأول هو الفاعل في الثاني. . ثبت المدعى؛ وهو أن الذي فعل ذلك بالجميع هو الله سبحانه، فالجواب في غاية الرشاقة والبلاغة. انتهى من "القسطلاني على البخاري".

وقد سبق للمؤلف هذا الحديث في المقدمة في باب القدر.

وعبارة "المرشد" في المقدمة: (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذلك) الجرب الذي عم الإبل كلها هو (القدر) - بفتحتين - هو الأمر المقدر عليها المكتوب عليها أزلًا، أو سببه القدر؛ أي: القضاء الذي قضي عليها أزلًا، لا مخالطة البعير الأجرب.

فإن قلت: بالعدوى. . (فمن أجرب) البعير (الأول؟ ! ) أي: فكما أن الله سبحانه هو المؤثر في جرب البعير الأول. . كذلك هو المؤثر في جرب سائر الإبل، فلا عدوى.

وحديث ابن عمر هذا انفرد به ابن ماجه في روايته بهذا السند، ولكن أخرج هذا المتن الترمذي في كتاب القدر من طريق ابن مسعود، بل وأخرجه البخاري ومسلم وأبو داوود في كتاب الطب من طريق أبي هريرة إلا قوله: (ذلك القدر) فهو مما تفرد به ابن ماجه.

فهذا الحديث درجته: أنه صحيح؛ لأن له شاهدًا من حديث أبي هريرة وابن مسعود، إلا ما تفرد به ابن ماجه من قوله: (ذلك القدر) فهو حسن؛

<<  <  ج: ص:  >  >>