للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرتين مرنين "، ثم ذكرها مفسرةً؛ وقد مر بيانه. وله طريق آخر عند

الطحاوي أخرجه عن شريك، عن عبد العزيز بن رفيع قال: سمعتُ

أبا محذورة يؤذن مثنى مثنى، ويقيم مثنى مثنى. قال في " الإمام ": قال

ابن مَعين: عبد العزيز بن رفيع ثقة. وحديث آخر: أخرجه عبد الرزاق

في " مصنفه ": أخبرنا معمر، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود

ابن يزيد: أن بلالا كان يُثني الأذان ويثني الإقامة، وكان يبدأ بالتكبير.

ويختم بالتكبير. ومن طريق عبد الرزاق: رواه الدارقطني في " سننه "

والطحاوي في " شرح الاَثار ".

فإن قيل: قال ابن الجوزي في " التحقيق ": والأسود لم يُدرِك بلالا.

قلت: قال صاحب " التنقيح ": وفيما قاله نظر؛ وقد روى النسائي

للأسود عن بلال حدينا. وحديث آخر: أخرجه الطبراني بإسناده إلى

بلال أنه كان يجعل الأذان والإقامة سواء مثنى مثنى وكان يجعل أصبعَيه في

أذنيه. وحديث آخر: أخرجه الدارقطني في " سننه " بإسناده إلى بلال أنه

كان يؤذن للنبي- عليه السلام- مثنى مثنى، ويقيم مثنى مثنى؛ وفيه زياد

البكائي وثقه أحمد. وقال أبو زرعة: صدوق، واحتج به مسلم، ويُرد

بهذا تعليل ابن حبان في كتاب " الضعفاء " هذا الحديث بزياد. وفيه آثار

- أيضا-. روى الطحاوي من حديث وكيع، عن إبراهيم بن إسماعيل،

عن مجمع بن حارثة (١) ، عن عبيد مولى سلمة بن الأكوع، أن سلمة

ابن الأكوع كان يثني الإقامة. حدثنا محمد بن خزيمة: نا محمد بن

سنان: نا حماد بن سلمة، عن حماد، عن إبراهيم قال: كان ثوبان

يؤذن مثنى ويقيم مثنى. حدثنا يزيد بن سنان: نا يحيى بن سعيد القطان:

نا فِطر بن خليفة، عن مُجاهد قال في الإقامة مرة مرة ": إنما هو شيء

أحدثه الأمراء، وأن الأصل: هو التثنية " (٢) .

وقد بان لك بهذه الدلائل أن قول الشيخ محيى الدين في " شرح


(١) في نصب الراية " جارية ".
(٢) إلى هنا انتهى النقل من نصب الراية.

<<  <  ج: ص:  >  >>