للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال:، ما جهر رسولُ الله في صلاة مكتوبة ب " بسم اللهِ الرحمنِ

الرحيم "، ولا أبو بكر، ولاَ عمرُ ". انتهى.

قلت: هذا الحديث وإن لم يقم به حجة، ولكنه شاهد لغيره من

الأحاديث، فإن محمد بن جابر تكلم فيه غيرُ واحد من الأئمة، وإبراهيم

لم يلق عبد الله بن مسعود، فهو ضعيف ومنقطع، والحضرمي هو:

محمد بن عبد الله الحافظ المعروف بمطين، وشيخه محمد بن العلاء

أبو كريب الحافظ، روى عنه الأئمة الستة بلا واسطة، وللقائلين بالجهر أحاديث، أجودها حديث نعيم المجمر، قال: " صليت وراء أبي هريرة

فقرأ " بسم الله الرحمن الرحيم " ثم قرأ بأم القرآن، حتى قال: (غير المَغْضُوب عليهم ولا الضَّالين " قال: آمين /، وفي آخره: " ف" سلم [١/٢٦٢-أ] قال: إنيَ لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم رواه النسائي في " سننه

وابن خزيمة وابن حبان في " صحيحيهما "، والحاكم في " مستدركه

وقال: إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والدارقطني في " سننه

وقال: حديث صحيح، ورواته كلهم ثقات، والبيهقي في (سننه "،

وقال: إسناد صحيح، وله شواهد (١) .

وقال في " الخلافيات ": رواته كلهم ثقات، مجمع على عدالتهم،

محتج بهم في الصحيح، والجواب عنه من وجوه، الأول: أنه معلول،

فإن ذكر البسملة فيه مما تفرد به نعيم المجمع من بين أصحاب أبي هريرة،

وهم ثمانمائة ما بين صاحب، وتابع، ولا يثبت عن ثقة من أصحاب

أبي هريرة أنه حدث عن أبي هريرة، أنه- عليه السلام- كان يجهر

بالبسملة في الصلاة، ألا ترى كيف أعرض صاحبا الصحيح عن ذكر

البسملة في حديث أبي هريرة: " كان يكبر في كل صلاة من المكتوبة

وغيرها " الحديث؟


(١) النسائي: كتاب الافتتاح، باب: قراءة " بسم الله الرحمن الرحيم " (٢ / ١٣٤) ، وابن خزيمة (١ /٢٥١) : كتاب الصلاة، وابن حبان (٥ /١٧٩٧) ،
والحاكم (١ /٢٣٢) ، والدارقطني (١/٣٠٥-٣٠٦) ، والبيهقي (٢ /٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>