للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الراوي محتجا به في الصحيح أنه إذا وجد في أي حديث كان يكون ذلك

الحديث على شرطه، ولهذا قال ابن دحية في كتابه " العلم المشهور ":

ويجب على أهل الحديث أن يتحفظوا من قول الحاكم أبي عبد الله، فإنه

كثير الغلط، ظاهر السقط، وقد غفل عن ذلك كثير ممن جاء بعده،

وقلده في ذلك، والمقصود أن حديث أبي أويس هذا لم يترك لكلام الناس

فيه، بل لتفرده به، ومخالفة الثقات له، وعدم إخراج أصحاب المسانيد،

والكتب المشهورة، والسنن المعروفة، ولرواية مسلم الحديث في " صحيحه "

من طريقه، وليس فيه ذكر البسملة.

فإن قيل: قد جاء من طريق آخر، أخرجه الدارقطني (١) ، عن خالد

ابن إلياس، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال

رسول الله: " علمني جبريل الصلاة، فقام فكبر لنا، ثم قرأ: (بسم الله

الرحمن الرحيم) فيما يجهر به في كل ركعة ".

قلت: هذا إسناد ساقط، فإن خالد بن إلياس مجمع على ضعفه.

قال البخاري، عن أحمد: إنه منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس

بشيء، ولا يكتب حديثه. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: منكر الحديث

وقال النسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: ليس بشيء. وقال ابن

حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. وقال الحاكم: روى عن المقبري،

ومحمد بن المنكدر، وهشام بن عروة أحاديث موضوعة.

فإن قيل: قد جاء آخر رواه الدارقطني (٢) أيضاً، عن جعفر بن مكرم،

نا أبو بكر الحنفي، نا عبد الحميد بن جعفر، أخبرني نوح بن أبي بلال،

عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله- عليه السلام-: " إذا قرأتم الحمد، فاقرءوا (بسم الله الرحمن الرحيم) إنها

أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و (بسم الله الرحمن الرحيم)

أحد آياتها ". قلت: قال أبو بكر الحنفي: ثم لقيت نوحا / فحدثني [١/٢٦٣-ب] " عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مثله، ولم يرفعه.


(١) (١ / ٣٠٧) .
(٢) (١ / ٣١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>