صلاته، ولو حرك تفسدُ. وفي "المحيط ": رجل عطس فقال المصلي:
يرحمك الله،/ أو يرحمك ربك، تفسد صلاته؛ لأنه من كلام الناس [٢/٣٥ - ب] منزلة قوله: أطال اللهُ بقاءك، وعافاك اللهُ، ولو قال له: الحمدُ لله لم
تفسد وان أراد به الجواب، لأن التحميد لا يستعمل لجواب العاطس؛ فإذاً
فَحَمْدُ العاطس في الصلاة إذا خاطب نفسه فقال: يرحمك الله لم يضره
لأنه لم يكلم غيره وإنما يَدْعو لنفسه.
وقال الشيخ محيي الدين (١) : وقال أصحابنا: إن قال: يرحمك اللهُ،
أو يرحمكم اللهُ بكاف الخطاب بطلت صلاته، وان قال: يَرْحمه اللهُ،
أو: اللهم ارحمه، أو: رحم الله فلانا لم تبطل صلاته؛ لأنه ليس بخطاب، وأما العاطس في الصلاة فيُستحبُّ له أن يحمد الله تعالى سرّا
هذا مذهبنا، وبه قال مالك، وغيره. وعن ابن عمر، والنخعي،
وأحمد: أنه يجهرُ به. والأول أظهر.
وفي " المصنف": ثنا إسماعيل ابن علية، عن سعيد بن أبى صدقة
قال: قلتُ لابن سيرين: إذا عطستُ في الصلاة ما أقول؟ قال: قل:
الحمد لله رب العالمين.
لا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم في الرجل يَعطسُ
في الصّلاة قال: يحمد الله في المكتوبة وغيرها.
نا عبدة، عن سفيان، عن غالب بن الهذيل قال: سئل إبراهيم عن
رجل عطس في الصلاة فقال له آخرُ: وهو في الصلاة: يرحمك اللهُ.
فقال إبراهيم: إنما قال معروفاً وليس عليه إعادة.
قوله: " إنا قوم حديثُ عهد بالجاهلية " الجاهليةُ: ما قبل ورود الشرع
سموا جاهليةً لكثرة جهالاتهم وفحشها.
قوله: " يأتون الكُهّان "- بضم الكاف وتشديد الهاء- جمع كاهن؟
وهو الذي يتعاطى الأخبار عن الكوائن في المستقبل، ويَدعي معرفة
(١) شرح صحيح مسلم (٢١/٥) .