الرجال لقربهم فكان الترجيح لروايته، ويطول القراءة فيهما ويخفي، وقالا: يجهر. وعن محمد مثل قول أبي حنيفة، ويدعو بعدها حتى تنجلي الشمس، ويصلي بهم الإمام الذي يصلي بهم الجمعة، وإن لم يحضر صلى الناس فرادى تحرزا عن الفتنة، وليس في كسوف القمر جماعة، وليس في الكسوف خطبة. انتهى.
هذا حاصل مذهب أبي حنيفة في هذا الباب.
قوله:" وله ما روت عائشة " وهو الذي رواه الجماعة عن عروة، عن عائشة لما يجئ الآن، وتعلق الشافعي أيضا بحديث جابر، وابن عباس، وابن عمرو بن العاص.
قوله:" ولنا رواية ابن عمر " ليس هذا ابن عمر بل هو ابن عمرو بن العاص، وإنما هذا تصحيف من الكاتب، وقد روى رواية ابن عمرو: أبو داود، والنسائي، والترمذي في " الشمائل " لما نذكره عن قريب. وتعلق أبو حنيفة أيضا برواية سمرة بن جندل رواها أبو داود، والنسائي، وبرواية الحسن عن أبي بكرة أخرجها البخاري قال: وخسفت الشمس على عهد رسول الله، فخرج يجر رداءه حتى انتهى إلى المسجد، وثاب الناس إليه فصلى بهم ركعتين فانجلت الشمس فقال:" إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله " وإنهما لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته , ولكن يخوف الله بهما عباده، فإذا كان ذلك فصلوا حتى يكشف ما بكم ". ورواه النسائي أيضا وقال فيه: " فصلى بهم ركعتين كما تصلون "، ورواه ابن حبان في " صحيحه "، وقال فيه: " فصلى بهم ركعتين مثل صلاتكم "، ووهم النووي في " الخلاصة " فعزا هذا الحديث للصحيحين , " أنما انفرد به البخاري. وتعلق أيضا برواية عبد الرحمن بن سمرة أخرجها مسلم قال: وكنت أرْتمِي بأسهم لي بالمدينة في حياة رسول الله في كسوف الشمس، قال: فانتهيتُ إليه وهو رافع يديه، فجعل يسبح ويحمد ويهلل ويكبر ويدعو حتى حضر عنها، فلما حضر عنها قرأ سورتين وصلى ركعتين ". وفي لفظ قال:" فأتيته وهو قائم في الصلاة، رافعا يديه