" كَانَ اللهُ غفُوراً رَّحيماً " وبعدم جوازها صار الله، فافهم. والحديث أخرجه: مسلم، والنسائي.
١٣١١- ص- نا القعنبي، عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري،
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنه أخبره، أنه سألَ عَائشةَ- رضي الله عنها- زَوْجَ النبيِّ- عليه السلام-: كَيفَ كَانتْ صَلاَةُ رسولِ الله في رَمَضَانَ؟ فقالتْ: مَا كان رَسُولُ اللهِ يَزِيدُ في رَمَضَانَ وَلا في غَيْرِه عَلى إحْدَى عَشْرةَ رَكعةً يُصَلِّي أربعًا فلا تَسألْ عن حُسْنهنَّ وطُولِهِن، ثم يصلّي أَربعًا فلا تَسألْ عن حُسْنهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثم يُصَلي ثَلاثاً. قالتْ عائشةُ: فقلتُ: نا رسولَ الله أتَنَامُ قبل أَن تُوترَ؟ فقالَ:" يا عَائشةُ إن عيني تَنَامَان، ولا يَنَامُ قَلبي "(١) .َ
ش - معنى قوله:" فلا تسأل عن حسنهن " أنهن في غاية من كمال الحسن والطول، مستغنيات بظهور حسنهن وطولهن عن السؤال عنه والوصف. وفيه دليل للجمهور في أن تطويل القيام أفضل من تكثير الركوع والسجود، ودليل لأبي حنيفة أن التنفل بالليل أربع ركعات بتسليمة واحدة.
قوله:" إن عيني تنامان ولا ينام قلبي " هذا من خصائص الأنبياء- عليهمْ السلام- وقد تأوله بعضهم على أن ذلك كان غالب أمره، وقد ينام نادراً لحديث الوادي، فلم يعلم بفوات الصبح حتى طلعت الشمس، ومنهم من قال لا يستغرقه النوم حتى يكون منه الحدث، ومنهم من قال: نوم الوادي إنما نامت عيناه، فلم ير طلوع الشمس، وطلوعها إنما يدرك بالعين لا بالقلب، وقيل: لا ينام قلبه من أجل أنه يوحى إليه. والصواب الأول. والحديث أخرجه الجماعة ما خلا ابن ماجه.
(١) البخاري: كتاب التهجد، باب: قيام النبي صلى الله عيه وسلم بالليل في رمضان وغيره، مسلم: كتاب صلاة الليل، باب: صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عيه وسلم في الليل، وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة ١٢٦- (٧٣٨) ، الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في وصف صلاة النبي صلى الله عيه وسلم (٤٣٩) ، النسائي: كتاب قيام الليل وتطوع النهار (١٧٩٥) .