قوله:" كان يوتر بثمان ركعات " اعلم أن عائشة- رضي الله عنها- أطلقت على جميع صلاته- عليه السلام- في الليل التي كان فيها الوتر وترًا، فجملتها إحدى عشرة ركعة، منها الوتر ثلاث ركعات، قبله ست ركعات من النفل، وبعده ركعتان، فالجميع إحدى عشرة ركعة، وهذا كان قبل أن يبدن ويأخذ اللحم، فلما بدن وأخذ اللحم أوتر بسبع ركعات، وهاهنا أيضًا أطلقت على الجميع وترًا، والوتر منها ثلاث ركعات، قبله أربع من النفل، وبعده ركعتان، فالجملة تسع ركعات. فإن قيل قد صرحت في الصورة الأولى بقولها:" لا يجلس إلا في الثامنة والتاسعة، ولا يسلم إلا في التاسعة، وصرحت في الصورة الثانية بقولها: " لم يجلس إلا في السادسة والسابعة" ولم يسلم إلا في السابعة " قلت: هذا اقتصار منها على بيان جلوس الوتر وسلامه، لأن السائل إنما سأل عن حقيقة الوتر ولم يسأل عن محيره، فأجابت مبينة بما في الوتر من الجلوس على الثانية بدون سلام، والجلوس أيضًا على الثالثة بالسلام، وهذا عين مذهب أبي حنيفة، وسكتت عن جلوس الركعات التي قبلها، وعن السلام فيها، لما أن السؤال لم يقع عنها، فجوابها قد طابق سؤال السائل، غير أنها أطلقت على الجميع وترًا في الصورتين، لكون الوتر فيها، ويؤيد ما ذكرناه ما روى الطحاوي عن سعيد بن عفير قال: نا يحمى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين اللتين/ يوتر بعدهما بـ {سبِّح اسْمَ ربِّكَ الأعْلَى} و {قُلْ يا أيُّهَا الكَافرُونَ} ويقرأ في الوتر {قُلْ هوَ اللهُ أحَدٌ} و {قُلْ أعوذُ برَبّ الفَلَق} و {قُلْ أعُوذُ برَبِّ الناس} .ً
حدثنا بكر بن سهل الدمياطي، نا شعيب بن يحيى، نا يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة " أن النبي- عليه السلام- كان يوتر بثلاث، يقرأ في أول ركعة {سبح اسْمَ ربكَ الأعْلَى} وفي الثانية: {قُلْ يا أيُّهَا الكافِرُونَ} وفي الثالثة {قُلْ هُوَ اللهُ احد}