هذه الأحرف تختلف معانيها تارة وألفاظها أخرى، وليست متضادةً ولا
متنافية.
وقال الطحاوي: إن القراءة بالأحرف السبْعة كانت في أول الأمر خاصةً للضرورة لاختلاف لغة العرب، ومَشقّة أخذ جميع الطوائف بلغة، فلما كثر الناسُ والكتاب، وارتفعت الضرورة عادت إلى قراءة واحدة. وقال الداودي: وهذه القراءات السبْع التي يقْرأ الناسُ اليوم بها ليس هو كل حرف منها هو أحد تلك السبْعة؟ بل قد تكون متفرقة فيها. وقال أبو عبد الله ابن أبي مقرن: هذه القراءات السبْع إنما شرعت من حرف واحد من السبعة المذكورة في الحديث، وهو الذي جمع عثمان- رضي الله عنه- عليه المصحفَ. وكذا ذكره النحاسُ وغيرُه. وقال غيره: ولا تكن القراءة بالسبْعة المذكورة في الحديث في ختمة واحدة، ولا ندري أي هذه القراءات كان آخر العرض على النبي- عليه السلام-، وكلها مستفيضة عن النبي- عليه السلام- ضبطها عنه الأئمة، وأضافت كل حرف منها إلى من أضيف إليه من الصحابة أي: إنه كان أكثر قراءة به، كما أضيفت كل قراءة منها إلى من اختار القراءة بها من القراء السَّبْعة وغيرهم. قال المازري: وأما قول من قال: المراد سبعة مَعان مختلفة كالأحكام والأمثال والقصص فخطأ , لأن النبي- عليه السلام- أشار إلى جواز القراءة بكل واحد من الحروف، وإبدال حرف بحرف، وقد تقرر إجماع المسلمين: أنه يحرم إبدال آية أمثال بآية أحكام. قال: وقول من قال: المراد: خواتيم الآي فيجعل مكان " غفور رحيم ": " سميع بصير" فاسد - أيضا- للإجماع على منع تغيير القرآن للناس (١) ، والله أعلم.