للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمد بن حنبل أنه سئل عنه فقال: شيخ من أهل المدينة ليس به بأس.

قلنا: أغلظ العلماء القول فيه فقال أبو زرعة: واهي الحديث، وغلظ فيه

القول جدا، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الساجي: ضعيف،

منكر الحديث، واختلط بآخره، ثم قال البيهقي: قال الشافعي: ففي

الإفضاء باليد إنما هو ببطنها. قلنا: ذكر في " المحلى " قول الشافعي لا

دليل عليه من قرآن ولا سُنة، ولا إجماع، ولا قياس، و [لا] رأي

صحيح، ولا يصح في الآثار: " من أفضى بيده إلى فرجه "، ولو صح

فالإفضاء يكون بظهر اليد كما يكون بباطنها. ومنها ما أخرجه ابن ماجه

في " سننه " عن الهيثم بن حميد، ثنا العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن

عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة: أنها سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:

" من مس فرجه فليتوضأ ". قال الترمذي في كتابه: قال محمد- يعني

البخاري-: لم يسمع مكحول من عنبسة بن أبي سفيان. وروى مكحول

عن رجل، عن عنبسة غير هذا الحديث، وكأنه لم ير هذا الحديث صحيحاً.

قال: وقال محمد: أصح شيء سمعت في هذا الباب حديث العلاء بن

الحارث، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة.

وهذا مناقض لما نقله عن البخاري في حديث بسرة أنه قال: هو أصح

شيء في هذا الباب، وقد تقدم. وأسند الطحاوي في " شرح الآثار "

عن أبي مسهر أنه قال: لم يسمع مكحول من عنبسة شيئاً. قال: وهم

يحتجون بقول أبي مسهر، فرجع الحديث إلى الانقطاع، وهم لا

يحتجون بالمنقطع.

ومنها ما أخرجه ابن ماجه أيضاً عن إسحاق بن أبي فروة، عن

الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، عن أبي أيوب قال: سمعت

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من مس فرجه فليتوضأ ". قلنا: هذا حديث

ضعيف، فإن إسحاق المذكور متروك باتفاقهم، وقد اتهمه بعضهم.

ومنها ما رواه ابن ماجه أيضاً عن عبد الله بن نافع [عن] ابن أبي ذئب،

عن عقبة بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن

<<  <  ج: ص:  >  >>