للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهشام بن أبي عبد الله الربعي الدستوائي البصري، وقد ذكر.

قوله: " حتى تخفق رؤوسهم " أي: تسقط أذقانهم على صدورهم،

وهذا لا يكون إلا عن نوم مثقل، وهذا يدل على أن عين النوم ليس

بحدث، ولو كان حدثاً لاستوت فيه الأحوال كسائر الأحداث، ويؤيد

ذلك قوله:/ " كان أصحاب رسول الله ينتظرون العشاء الآخرة حتى

تخفق رؤوسهم " وذلك كثر عندهم حتى صار كالعادة لهم، ولم يكن

نادراً في بعض الأحوال، وفي وصف العشاء بالآخرة دليل على جواز

وصفها بها، وأنه لا كراهة فيه خلافاً لما يُحكى عن الأصمعي من كراهة ذلك.

وأخرجه مسلم من وجه آخر قال: " كان أصحاب رسول الله ينامون ثم

يصلون ولا يتوضؤون ".

ص- قال أبو داود: زاد قيه شعبة عن قتادة قال: " كُنا على (١) عهد

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". ورواه ابن أبي عروبة عن قتادة بلفظ آخر.

ش- أي: زاد في هذا الحديث شعبة بن الحجاج، عن قتادة بن دعامة:

" كنا على عهد رسول الله "، والعهد بمعنى: الزمان والمدة. وقال في

" المطالع ": قولهم: " على عهد رسول الله " أي: على زمانه ومُدته.

قوله: " ورواه " أي: روى هذا الحديث أيضاً ابن أبي عروبة، واسمه:

سعيد، واسم أبي عروبة: مهران، وقد ذكرناه.

١٨٨- ص- حدّثنا موسى بن إسماعيل وداود بن شبيب قالا: نا حماد

ابن سلمة، عن ثابت البناني، أن أنس بن مالك قال: " أقيمت صلاةُ العشاء

فقام رجلٌ فقال: يا رسول الله، إن لي حاجة، فقام يناجيه حتى نعس القومُ أو

بعضُ القوم، ثم صلى بهم ولم يذكروا (٢) وضوءا " (٣) .

ش- ثابت بن أسلم أبو محمد البناني العابد البصري، وبنانة هم


(١) في سنن أبي داود: " كنا نخفق على ".
(٢) في سنن أبي داود: " يذكر ".
(٣) البخاري: كتاب الأذان، باب: الإمام تعرض له الحاجة بعد الإقامة (٦٤٢) ،
مسلم: كتاب الحيض، باب: الدليل على أن نوم الجالس لا ينقض الوضوء (٣٧٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>