الخطيب في كتابه " الأسماء المبهمة ": إن اسمها أسماء بنت يزيد بن
السكن التي كان يقال لها: خطيبة النساء. وروى الخطيب حديثاً فيه
تسميتها بذلك، والله أعلم.
قوله: " من المحيض " أي: الحيض.
قوله: " فتوضأ " أي: تتوضأ، حذفت إحدى التائين، أي: توضأ
وضوء الصلاة.
قوله: " ثم تأخذ فرصتها " الفِرصة- بكسر الفاء، وسكون الراء،
وبالصاد المهملة- وهي قطعة من قطن أو صوف تُفرصُ، أي: تقطع،
وقد طيبت بالمسك أو بغيره من الطيب فتتبع بها المرأة أثر الدم، ليقطع عنها
رائحة الأذى.
قوله: " يكني عنه " بفتح الياء وسكون الكاف من الكناية.
قوله: " آثار الدم " الآثار جمع " أثر "، وأثر الشيء: ما بقي من
رسمه، وفي بعض النسخ: " تتبعين أثر الدم " موضع الآثار.
ويستفاد من هذا الحديث فوائد، الأولى: استحباب استعمال السدر
لأجل التنقية.
الثانية: استحباب دلك رأسها حتى يبلغ الماء أصول شعرها.
الثالثة: استحباب أن تأخذ شيئاً من مسك أو طيب فتجعله في قطنة أو
خرقة أو نحوهما، فتتبع بها آثار الدم، وهو عام يتناول جميع المواضع
التي أصابها الدم من بدنها، والذي ذكره المحدثون وشراح الحديث أنها
تأخذ الفِرصة الممسكة وتدخلها في فرجها بعد اغتسالها، وما قلنا أعم
وأشمل بظاهر الحديث، والنفساء في معنى الحائض.
الرابعة: استحباب استعمالها بعد الغسل لدلالة صريح الحديث هكذا،
وبهذا يرد قول من قال: تستعملها قبل الغسل.
والحديث أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه، ولكن
بعبارات مختلفة.