للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٩٩- ص- حدَثنا مسدد بن مسرهد قال: نا أبو عوانة، عن إبراهيمِ بن

مهاجر، عن صفية بنت شيبة، عن عائشةَ أنها ذكَرت نساءَ الأنصار، فأثنت

عليهِنَّ قالت لهن معروفاً، قالت: دَخلَت امرأة منهنَ على رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فذكر معناه، إلا أنه قال: " فرصةً مُمَسَّكةً ". قال مسدد: كان أَبو عوانةَ

يقول: " قَرصة "، وكان أبو الأحوص يقول: " قَرضَةً " (١) .

ش- أبو عوانة الوضاح، وأبو الأحوص عوف بن مالك، وقد ذُكرا.

قوله: " معروفاً " أي: قولاً معروفاً.

قوله: " فرصة ممسكة " أي: مطيبة بالمسك أو بغيره من الطيب، تتبع

بها أثر الدم لينقطع رائحة الأذى. وقال بعضهم: الممسكة على معنى

الإمساك دون الطيب، يريد أنها تُمسكها بيدها فتستعملها، وقال: متى

كان المسك عندهم بالحال الذي يمتهن في هذا؟! وقيل: ممسكة مُتحملة،

يعني: تحمليها معك. وقيل: الممسكة الخَلِقُ التي أمسكت كثيراَ، فإنه

أراد أن لا تستعمل الجديد من القطن وغيره للارتفاق به، ولأن الخَلِقَ

أصلح لذلك. ورواه بعضهم بكسر السن، أي: ذات مساك. وروي:

" فرصة من مِسك " بكسر الميم، أي: قطنة من المسك الطيب المعلوم.

ورواه بعضهم بفتح الميم، أي: قطعة جلد فيه شعر. والأول أظهر لقوله

في بعض الأحاديث: " فإن لم تجد فطيباً غيره، فإن لم تجد فالماء كاف "

ووقع في كتاب عبد الرزاق: يعني: بالفرصة المسك. وقال بعضهم:

الذريرة. واختلف العلماء في الحكمة في استعمال المسك/، فالصحيح

المشهور أن المقصود به تطييب المحل، ودفع الرائحة الكريهة، وحكى

الماوردي عن البعض: أن المراد منه كونه أسرع إلى علوق الولد، ثم قال.

فإن قلنا بالأول فتستعمل عند عدم المسك ما يقوم مقامه في طيب الرائحة،

وإن قلنا بالثاني فتستعمل ما يقوم مقامه في ذلك من القُسط والأظفار

وشبههما.


(١) انظر التخريج السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>