وصالح بن كيسان أبو محمد الغفاري، مولاهم المدني، رأى عبد الله
ابن عمر، وابن الزبير. وقال ابن معين: سمع منهما. وسمع:
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله بن
عمر، والزهري، وغيرهم. روى عنه: عمرو بن دينار، ومالك بن
أنس، وابن عجلان، وابن عيينة، وجماعة آخرون ٠ قال ابن معين
هو ثقة. قال الحاكم: مات صالح وهو ابن مائة سنة ونيف وستين سنة،
وكان قد لقي جماعة من أصحاب رسول الله، ثم بعد ذلك تَلمذ على
الزهري، وتلقن عنه العلم وهو ابن تسعين سنة، ابتدأ بالتعليم وهو ابن
تسعين. روى له الجماعة (١) .
قوله: " عَرَّسَ بألات الجيش " عرس- بتشديد الراء- من التعريس وهو
النزول في آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة، يقال فيه: عرس، يعرس،
تعريساً ٠ ويقال فيه: أعرس. والمعرس: موضع التعريس، وبه سمي
معرس ذي الحليفة عرس به النبي- عليه السلام- وصلى فيه الصبح، ثم
رحل، وألات الجيش، ويقال: ذات الجيش- بفتح الجيم، وسكون
الياء آخر الحروف، وبشين معجمة- واد قرب المدينة بين ذي الحليفة
وبرثان، وهو أحد مراحل النبي- عليه السلًام- إلى بدر، وأحدُ مراحل
منصرفه- عليه السلام- من غزوة بني المصطلق، وقال في " المطالع ":
ذات الجيش على بريد من المدينة.
قوله: " عقد لها " العِقد- بكسر العين، وسكون القاف-: القلادة.
قوله: " من جزع ظفار ": بإضافة الجزع إلى الظفار إضافة النسبة،
الجزع- بفتح الجيم، وسكون الزاي، وبعدها عين مهملة- خرز يماني
ملون، وظفار- بفتح الظاء المعجمة والفاء-: مدينة باليمن لحمير،
وهي مبنية على الكسر كحذامِ، وقطامِ. وقال بعضهم: سبيلها سبيل
المؤنث لا ينصرف ويرفع وينصب، وَرواه بعضهم: " من جزع أظفَار "،
(١) المصدر السابق (١٣/٢٨٣٤) .