للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنسائي (١) - واللفظ له- من طريق ابن المبارك، عن حسين بن علي

ابن الحسين: حدثني وهبُ بن كيسان، عن جابر بن عبد الله قال: جاء

جبريلُ إلى النبي- عليهما السلامُ- حيهما مَالتِ الشمسُ فقال: " قم يا

محمدُ فصلِّ الظهرَ " حين مالت الشمسُ، ثم مكث حتى إذا كان فيءُ

الرَّجُلِ مثله جاءه للعَصر فقال: " قم يا محمد فَصَلِّ العصرَ " ثم مكث

حتى إذا غابت الشمس جاءه فقال: " قم فصل المغربَ " فقامَ فصلاها

حين غابت الشمسُ سواءَ، ثم مكث حتى إذا غاب الشفقُ جاءه فقال:

" قم فصَل العشاءَ " فقامَ فصلاَّها، ثم جاءه حين سَطعَ الفجرُ بالصُّبح

فقال: " قم يا محمدُ فصَلِّ الصُّبحَ " ثم جاءه من الغد حين كان فيءُ

الرَّجُل مثله، فقال: " قم يا محمد فصَل " فصَلَّى الظهرَ، ثم جاءه حين

كان فيء الرجل مثلَيه فقال: قم يا محمد فصَلِّ " فصلى العَصرَ، ثم جاءه

للمغرب حين غابت الشمس وقتا واحدَا لم يزل عنه فقال: " قم يا محمد

فصَل " فصلى الغربَ، ثم جاءه للعشاء حين ذهب ثلثُ الليل الأول فقال:

" قم يا محمدُ فصل " فصلى العشاء، ثم جاءه للصبح حين أسفر جدًا

فقال: " قم يا محمد فصل " فصلى الصبح، ثم قال: " ما بَين هذين

وقتٌ كله ". قال الترمذي: قال محمد- يعني: البخاري-: حديث

جابر أصح شيء في المواقيت. قال: وفي الباب عن أبي هريرة،

وبريده وبي موسى، وأبي مسعود، وأبي سعيد، وجابر، وعمرو

ابن حزم، والبراء، وأنس.

وقال ابن القطان في كتابه: هذا الحديث يجب أن يكون مُرسلا؛ لأن

جابرا لم يذكر مَن حَدّثه بذلك، وجابرٌ لم يُشاهد ذلك صَبيحة الإسراء

لما عُلم أنه أنصاريّ؛ إنما صحب بالمدينة؛ ولا يلزم ذلك في حديث

أَبي هريرة وابن عباس؛ فإنهمَا رويا إمامة جبريل من قول النبي- عليه

السلام-، وقال في " الإمام ": هذا إرسالٌ غير ضارّ، فيَبعدُ أن يكون

جابرٌ قد سمعه من تابعي غير صحابيّ " (٣) .


(١) (١/٢٦٣) .
(٢) في الأصل: " بريرة ".
(٣) إلى هنا انتهى النقل من نصب الراية.

<<  <  ج: ص:  >  >>