للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " لم يردّ عليه شيئا " أي: لم يرد جواباً ببيان الأوقات باللفظ؛ بل

قال له: صل معنا لتَعرف ذلك، ويحصل لك البيان بالفعل، واستدلّ به

من يَرى تأخير البيان إلى وقت الحاجة؛ وهو مذهب جمهور الأصوليين.

قوله: " حين كان الرجل لا يَعرفُ [وجه] صاحبه " معناه: أنه صَلى

في الغلس في أول الوقت؛ بدليل قوله: " حين انَشَق الفجر ". أي:

الفجر الصادق؛ لأن الفجر الكاذب من الليل من وقت العشاء والإفطار.

قوله: " مَن إلى جَنبه " كلمة " إلى " في مثل هذا الموضع للمعية

والمصاحبة؛ والمعنى: مَن بجنبه أو مع جَنبه، والحاصل: لا يعرف

مُصاحب جَنبِه مَن هو؟

قوله: " حَتى قال القائل " وفي رواية: " حِين قال القائل " والأول

أصح.

قوله: " وهو أعلم " جملة اسميّة وقعت حالا إما من الضمير الذي في

" فأقام الظهر " أو من الضمير الذي في " أمر بلالا " وهذا أوجه.

قوله: " وقد اصفرت الشمسُ " " الواو " فيه للحال، والمراد منه: وقد

أخذت في الاصفرار ولم يتغيّر قرصها؛ لأن تأخيرها إلى تغير القرص

مكروه لما رُوي " ذلك (١) صلاة المنافقين " ٠ وتغير القرص هو أن يصير

بحال لاتحارُ فيه الأعين؛ وهو الصحيح. واعتبر سفيان وإبراهيم النخعي

تغيّر الضوء الذي يبقى على الجدران. ويقال: إذا بَقِيت الشمس للغروب

قدر رمح أو رمحن لم يتغيّر، وإذا صارت أقل من ذلك فقد تغيّر.

ويقال: يُوضعُ في الصحراء طست ماءٍ ويُنظر فيه فإن كان القرص لا يبدُو

للناظر فقد تغيّر.

قوله: " أو قال: أمسى " شك من الراوي أي: أمسى الوقت أي: دخل

في المَساء؛ وهو- أيضاً- عبارة عن تأخيره العصر إلى قريب الاصفرار.


(١) كذا، والحديث بلفظ: " تلك " ويأتي برقم (٣٩٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>