للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٩٧- ص- ثنا القعنبي، عن مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن أنه قال:

دَخلنَا على أنسِ بن مَالك بعدَ الظهرِ، فقامَ يُصلِّي العَصرَ، فلما فَرغَ من

صلاته ذكرنا تَعجيلَ الصَلاة أو ذَكَرَها فقال: سمعتُ رسولَ الله. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ:

" تلك ًصلاةُ المُنَافقينَ، تلكً صلاةُ المنافقينَ، تلك صلاةُ المنافقين، يَجلِسُ

أحَدهم حتى إذا اصفرت الشمس، فكانت بين قَرنَي الشيطانِ، أو على قَرني

الشيطانِ قَامَ (١) فنقَرَ أربَعًا، لا يذكر الله فيها إلا قليلاً " (٢) .

ش- العلاء بن عبد الرحمن الحرقي الجُهني مولاهم، قد ذكرناه.

قوله: " بعد الظهر " أي: دخلنا على أنسٍ في داره بعد صلاة الظهر،

وكانت داره بجنب المسجد.

قوله: " تلك صلاة المنافقين " إشارة إلى صلاة العَصر التي تُصلَّى (٣) في

اصفرار الشمس، وتؤخر هذا التأخير بلا عذر؛ وإنما كررها ثلاث مرات

ليكون أبلغ في ذم تأخيره بلا عذر.

قوله: " يجلس لما إلى آخره بيان لهيئة هذه الصلاة التي وقع فيها وفي

صاحبها الذمّ.

قوله: " فكانت " أي: الشمس " بين قرني الشيطان " " (٤) اختلفوا فيه

على وجوه؛ فقيل: معناه: مقارنة الشيطان الشمس عند دنوها للغروب

على معنى ما روي " أن الشيطان يقارنها إذا طلعت، فإذا ارتفعت فارقها،

وإذا استوت قارنها، فإذا زالت فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها، فإذا

غربت فارقها " فحرمت الصلاة في هذه الأوقات الثلاثة لذلك، وقيل:

قرنُه: قوته، من قولك: أنا مُقرِن لهذا الأمر أي: مطيق له، قوي


(١) في الأصل: " قال "، وما أثبتناه من سنن أبي داود.
(٢) مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب التبكير بالعصر
١٩٥ (٦٢٢) ، الترمذي: كتاب الصلاة، باب: في تعجيل العصر (١٦٠) ،
النسائي: كتاب المواقيت، باب: التشديد في تأخير العصر (١/٢٥٤) .
(٣) في الأصل: " يصلي ".
(٤) انظر: معالم السنن (١/١١٢- ١١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>