للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يكون واجبَا؛ ولذلك استشهد بالصلوات الخمس المفروضة في اليوم

والليلة.

قوله: " مَن أحسن وضوءهن " إحسان الوضوء: إسباغه وإكماله.

قوله: " وصلاهن لوقتهن " أي: في وقتهن؛ " اللام " تجيء بمعنى

" في " كما في قوله تعالى: (وَنَضَعُ المَوَازينَ القسطَ ليَوم القيامَةِ) (١) ،

(لا يُجَلَيهَا لوَقتِهَا إلا هُوَ) (٢) قيل: ومنه (يَا لَيتَنِي قًدَّمتُ لَحَيَاتِي) (٣)

أي: في حيَاتي. ويجوز أن تكون بمعنى " عند " كقولهم. كتبته لخمسٍ

خلون.

قوله: " وأتم ركوعهن " وإتمام الركوع: أن يطمئن فيه ويأتي بتَسبيحه،

ولم يذكر السجود اكتفاء، أي: وسجودهن، كما في قوله تعالى:

(سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الحَرَ) (٤) أي: والبَرد.

قوله: " وخشوعهن " الخشوعُ: الخَشيةُ؛ والخشوع يكون في الصوت

والبَصر كالخضوع في البدن؛ وإتمام الخشوع: أن تخافت في الأدعية وفي

القراءة فيما يخافت فيه، وأن يكون بَصرُه في موضع سجوده في القيام،

ولا يلتفتُ يمينا وشمالا، وفي ركوعه إلى أصابع رجليه، وفي سجوده

لطرف أنفه، وفي قعوده: إلى حجره.

قوله: " كان له على الله عَهدٌ " أي: يَمين؛ وليس هذا على الله بطريق

الوجوب؛ لأن العبد لا يجب له على الله شيء، وإنما يذكر (٥) مثل هدا

بمعنى أنه متحقق لا محالة، أو يذكر على جهة المقابلة. وبنحوه روى

النسائي، وابن ماجه، وابن حبان في " صحيحه ".

٤١١- ص- ثنا محمد بن عبد الله الخزاعي، وعبد الله بن مَسلمة قالا:

ثنا عبد الله بن عمر، عن القاسم بن غنام، عن بعض أمهاته، عن أم فروة


(١) سورة الأنبياء (٤٧)
(٢) سورة الأعراف (١٨٧) .
(٣) سورة الفجر: (٢٤) .
(٤) سورة النحل: (٨١) .
(٥) مكررة في الأصل
٢٠* شرح سنن أبي داوود ٢

<<  <  ج: ص:  >  >>