صارت لأبي أيوب؛ وهو من ولد ذلك العالم الذي دُفع إليه الكتابُ.
قال: وأهل المدينة الذين نصروه- عليه السلاَم- من ولد أولئك العلماء
الأربعمائة؛ ويزعم بعضهم أنهم كانوا الأوس والخزرجَ، ولما خرج النبي
- عليه السلام- أرسلوا إليه كتاب " تُبَع " مع رجل يسمى أبا ليلى، فلما
راَه النبي- عليه السلام- قال: " أنت أبو ليلى، ومعك كتاب تُبَّع
الأول " فبقي أبو ليلى متفكراً، ولم يَعرف النبيَ- عليه السلام-، فقال:
مَن أنت؟ فإنى لم أر في وجهك أثر السحر- وتوهم أنه ساحر- فقال:
" أنا محمد، هات الكتاب " فلما قرأه قال: " مرحبا بتبَّع الأخ الصالح "
- ثلاث مرات. وفي " سير " ابن إسحاق: اسمه: تبان أسعد أبو كرب؛
وهو الذي كسى البيت الحرام. وفي " مُغايص الجوهر في أنساب حمير ":
كان يَدين بالزَبور. وفي " معجم الطبراني ": قال- عليه السلام-:
" لا تَسبّوا تُبعًا ". وزعم السهيلي أن دار أبي أيوب هذه تصيرت بعده إلى
أفلح مولى أبي أيوب، فاشتراه منه بعد ما خرب المغيرة بن عبد الرحمن
ابن الحارث بن هشام بألف دينار بعد حيلة احتالها عليه المغيرة، فأصلحه
المغيرة وتصدق به على أهل بيت فقراء من المدينة.
قلت: لعل الحكمة في بروك ناقة النبي- عليه السلام- بفناء أبي أيوب
ما ذكر من المعنى.
قوله: " ويصلي في مرابض الغنم " المرابض: جمع مَربضٍ؛ وهي
مأوى الغنم؛ وقد ذكرناه في كتاب الطهارة.
قوله: " وإنه أمَر " بكسر الهمزة؛ لأنه كلام مستقل بذاته.
قوله: " ببناء المسجد " المسجد- بكسر الجيم وفتحها- الموضع الذي
يُسجد فيه، وفي " الصحاح ": المسجد- بفتح الجيم-/موضع
السجود، وبكسرها: البيت الذي يُصلَى فيه. ومن العرب مَن يفتح في
كلا الوَجهين. وعن الفراء: سمعنا المسجِد والمسجَد، والفتح جائز،
وإن لم تسمعه. وفي " المعاني " للزجاج: كل موضع يتعبد فيه:
مَسجد.