لصانعه: راجز، ولا يقال: شاعر، ويُقال: أنشد/رجزا، ولا يقال:
أنشد شعراً.
ثم اعلم أن في الحديث: جواز الارتجاز وقول الأشعار في حال الأعمال
والأسفار ونحوها، لتَنشيط النفوس، وتَسهيل الأعمال والمضي عليها.
قوله: " والنبي معهم " حال، وكذلك قوله: " وهو يقول " حال
أُخرى.
قوله: " اللهم إن الخير خير الآخرة " وفي رواية: " لا خير إلا خير
الأخرة " ومعنى " اللهم ": يا ألله؛ وقد ذكرنا طرفا منه، وقال
البصريون: " اللهم ": دعاء دله بجميع أسمائه؛ إذ الميم يُشعر بالجمع؛
كما في " عليهم "، وقال الكوفيون: أصله: " الله أمّنا " بخيرٍ أي:
اقصدنا؛ فخفف فصار " اللهم ". وهو ضعيف؛ إذ لو كان كذلك لجاز
" يا اللهم " فلما لم يجز دلّ على أن أصله: " يا الله " فحذف " يا "
وعوض عنها الميم؛ ولا يجوز اجتماع العِوض والمعوض. وهو يُستعمل
على ثلاثة أنحاء؛ أحدها: للنداء المحض؛ وهو ظاهرٌ، والثاني:
للإيذان بندرة المستثنى؛ كقولهم في أثناء الكلام: اللهم إلا أن يكون كذا
وكذا، والثالث: يستعمل فيه ليدل على تيقّن المجيب من الجواب المقترن
هو به؛ كقولك لمن قال: أزيد قائم: اللهم نعم، أو: اللهم لا؛ كأنه
يناديه: تعالى؛ مستشهداً على ما قال في الجواب.
قوله: " فانصر الأنصار والمهاجره " الأنصار: جمع نَصيرٍ؛ كأشراف
جمع شريفٍ؛ والنَّصِير الباهرُ: من نصَره الله على عَدُوّه ينصرُه نصرًا،
والاسم: النُّصرة؛ وسُمُّوا بذلك لأنهم أعانوه- عليه السلام- على
أعدائه وشدّوا منه. والمهاجره: الجماعة المهاجرة؛ وهم الذين هاجروا من
مكة إلى المدينة النبوية- على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- محبةً فيه،
وطلبا للآخرة. والهجرة في الأصل: الاسم من الهَجر- ضد الوَصل-،
وقد هجَره هجرًا، وهجرانًا، ثم غلب على الخروج من أرض إلى