للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " يَجرُّ رداءه " جملة وقعت حالاَ من الضمير الذي في " فخرج "،

وكذلك قوله " يقول " حال- أيضا- والفعل الضارع المثبت إذا وقع حالا

لا يحتاج إلى الواو؛ وقد عُرف في مَوضعه.

قوله: " مثل ما أُرِي " - بضم الهمزة وكسر الراء- أيمما: مثل ما أُرِي

عبد الله بن زيد. وفي رواية: " مثل ما رأى " على صيغة المعلوم.

قوله: " فللَّه الحمد " الفاء فيه يجوز أن تكون عاطفة على محذوف

تقديره: لله الشكر، فللَه الحمدُ، ويجوزُ أن تكون زائدة، قد زيدت فيه

لتَحبير الكلام.

و" (١) هذا الحديث والقصة: قد رُوِيَ بأسانيد مختلفة؛ وهذا الإسناد

أصحها. وفيه: أنه ثنى الأذان وأفرد الإقامة؛ واستدل به الشافعي علي

أن الإقامة فرادى. وبه قال مالك وأحمد، وهو قول الحسن، ومكحول،

والزهري، والأوزاعي، وإسحاق بن راهويه ".

واستدل أبو حنيفة بأحاديث- نذكرها عن قريب إن شاء الله تعالى-

على أن الإقامة مثل الأذان غير أن فيها " قد قامت الصلاة " مَرّتين.

" (٢) والحديث: أخرجه الترمذي؛ فلم يذكر فيه كلمات الأذان، ولا

الإقامة، وقال: حديث حسن صحيح. ورواه ابن ماجه فلم يذكر فيه

لفظ الإقامة وزاد فيه شعرا. ورواه ابن حبّان في " صحيحه " في النوع

الرابع والتسعين من القسم الأول فذكر [هـ] بتمامه. وقال البيهقي في

" المعرفة ": قال محمد بن يحيى الذهلي: ليس في أخبار عبد الله بن زيد

في قصة الأذان خبر أصح من هذا؛ لأن محمدا سمعه من أبيه، وابن

أبي ليلى لم يسمع من عبد الله بن زَيد. ورواه ابن خزيمة في " صحيحه "

وزاد: وخبر ابن إسحاق هذا ثابت صحيح؛ لأن محمد بن عبد الله بن

زيد سمعه من أبيه، ومحمد بن إسحاق سمعه من محمد بن إبراهيم


(١) انظر: معالم السنن (١/١٣١) .
(٢) انظر: نصب الراية (١/٢٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>