وكان والدهم تصرف فيه مدة تزيد على ثلاثين سنة، وهم تصرفوا فيه من بعده ست سنوات ولا يعرفونه إلا ملكا من أملاك والدهم، والآن برز رجل يدعى الحانوت هل تسمع دعواه به على الورثة المذكورين بعد مضي هذه المدة ومشاهدته لتصرفهم وتصرف والدهم في الحانوت أو لا، وعلى فرض جواز سماعها، هل تكلف الورثة المذكورون إظهار صك يشهد لهم بالتصرف والتملك أو يكفي في ذلك وضع اليد أم كيف الحال؟
(أجاب) وضع اليد من أقوى الأدلة الشرعية، فإنا كل من رأينا بيده شيئا حكمنا عليه بأنه ملكه حتى يوجد ما يخالفه، ولا سيما إن انضم إلى ذلك تصرف مع طول المدة ومشاهدة المدعي الدال ذلك عادة على تسليم اليد للواضع على أنه حين نص مولانا السلطان للقاضي بعدم سماع الدعوى فيما زاد على خمسة عشر سنة ليس له سماعها فيما فوق الخمس عشرة سنة لعدم ولاية قضائه لذلك، فلا تكلف الورثة لإظهار صك يشهد لهم بل وضع اليد كاف في ذلك حتى يوجد ما ينافيه، والله تعالى أعلم.
[مطلب: في فرس مشتركة بين اثنين إلخ.]
(سئل) في فرس مشتركة بين اثنين ويدعي أحدهما أنه شرط له الرسن، هل يعمل بهذا الشرط أو لا؟
(أجاب) هذا الشرط لا يعمل به شرعا لأنه مجهول ولا عبرة بما اعتاده أرباب الخيل فإنها عادة باطلة، وكل شيء خالف الشرع فهو رد أي مردود على فاعله، والله تعالى أعلم.
[مطلب: رجل عرف بخدمة نبي هو وأجداده إلخ.]
(سئل) في رجل عرف بخدمة نبي هو وأجداده تلقاها عن أبيه عن جده، فهل لأحد أن يعارضه فيما يقبضه أو في مكانه أو يقاسمه أو يأخذ منه ما بيده من صدقة أو نذر؟
(أجاب) إذا تأملت أيها الواقف على سبب نزول قوله تعالى {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} مع ما لها من السوابق واللواحق النازلة هذه الآية في شأن عثمان بن طلحة مع ما تقدم منه من الإغلاظ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفتح لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم دخولها، وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ: يا عثمان لعلك ترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت، فلما فتح صلى الله عليه وسلم مكة شرفها الله تعالى أخذ المفتاح من عثمان وتشوف إليه أكابر الصحابة كعثمان بن عفان وغيره فأنزل الله تعالى الآية الكريمة {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} وقال له: يا عثمان خذها تالدة خالدة لا ينتزعها منكم إلا ظالم، يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف. وإذا تأملت أيها اليلمع المعروف والمعمع اليهوف هذين الخبرين أعني قوله صلى الله عليه وسلم يا عثمان خذها إلخ، وقوله أيضا يا عثمان إن الله استأمنكم، إلخ علمت أن من كان بيده خدمة مكان أو بيده وظيفة