للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطهرة ولا يخفى أن في كل مسلم بركة؛ لأن البركة ثبوت الخير الإلهي في الشيء والمبارك ما فيه ذلك الخير، ولا شك أن المسلم فيه الإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم، وما جاء به وذلك بركة. وقد روى الطبراني في معجمه الكبير من حديث عمار بن ياسر مرفوعا: "مثل أمتي كالمطر يجعل الله في أوله خيرا وفي آخره خيرا". وروى ابن عساكر في تاريخه: "خير أمتي أمة مباركة لا يدرى أولها خير أو آخرها".، والله تعالى أعلم.

[مطلب سئل عن علماء السادة الصوفية هل يقال لهم أولياء إلخ]

(سئل) عن علماء السادة الصوفية هل يقال لهم أولياء الله تعالى سواء العامل فيهم أم غير العامل، أوضحوا لنا الجواب مفصلا أثابكم الله تعالى الجنة؟

(أجاب) الولاية عامة وخاصة فالعامة ولاية الإيمان، فمن آمن بالله ورسوله وما جاء به فهو ولي، قال الله تعالى {الله ولي الذين آمنوا} ثم ولاية القيام بالمأمورات قال الله تعالى {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون} والولاية الخاصة محبة الله تعالى للعبد وحفظه له؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ... " الحديث المشهور.

والعلماء العاملون وغيرهم يطلق عليهم أنهم أولياء الله تعالى من حيث دخولهم في الولاية العامة، وأما الولاية الخاصة فلا تطلق إلا على العلماء العاملين، وقال إمامنا الشافعي رحمه الله تعالى: إن لم تكن الفقهاء أولياء الله تعالى في الآخرة فما لله تعالى ولي. ومراده بذلك الفقهاء العاملون، والله تعالى أعلم بالصواب.

[مطلب سئل عن القطب والأوتاد والأنجاب وأرباب الدرك إلخ]

(سئل) عن القطب والأوتاد والأنجاب وأرباب الدرك في الأرض هل لهم وجود في الكون حقيقة ما دام الدهر والمنكر مبطل لا يعول عليه؟ وهل لذلك دليل من الكتاب والسنة أوضحوا لنا الجواب مبسوطا أثابكم الله تعالى الجنة؟

(أجاب) نعم هؤلاء السادات المذكورون موجودون في كل زمان كلما مات واحد منهم أقام الله تعالى مقامه آخر نفعنا الله تعالى ببركاتهم، ولا عبرة بقول المنكر لهم فقد ورد من الأحاديث النبوية والآثار السلفية ما يدل على وجودهم فروى الحافظ أبو نعيم بسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله عز وجل في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام، ولله في الخلق أربعين قلوبهم على قلب موسى عليه السلام، ولله في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام، ولله في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام ولله في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام ولله في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل، فإذا مات الواحد أبدل الله تعالى مكانه من الثلاثة، وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة، وإذا مات من

<<  <  ج: ص:  >  >>