(سئل) في جماعة صوفية اجتمعوا في مجلس ذكر، ثم إن شخصا من الجماعة قام من المجلس ذاكرا فاستمر على ذلك، فهل لأحد زجره ومنعه؟
(أجاب) لا إنكار عليه فقد (سئل) عن هذا السؤال شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني رحمه الله تعالى (فأجاب) بأنه لا إنكار عليه، وليس لأحد منعه ويلزم المتعدي بذلك التعزير.
(وسئل) عنه العلامة برهان الدين الأنباسي رحمه الله تعالى (فأجاب) بمثل ذلك، وزاد أن صاحب الحال مغلوب والمنكر محروم فالسلامة في تسليم حال القوم، (وأجاب) بذلك بعض أئمة الحنفية والمالكية كلهم كتبوا على هذا السؤال بالموافقة من غير مخالفة، وكيف ينكر الذاكر قائما والقيام ذاكرا، وقد قال الله تعالى {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم}، وقالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى في كل أحيانه وإن انضم إلى هذا القيام رقص أو نحوه، فلا إنكار عليهم فذلك من شدة الشهود بالتواجد؛ لما ورد في حديث جعفر بن أبي طالب لما رقص بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له: أشبهت خلقي وخلقي كما تقدم.
وقد (أجاب) العلامة الشيخ سليمان الشبراخيتي المالكي رحمه الله تعالى على ذلك بقوله: هؤلاء السادات ذكرهم مشهور مشهود ويحضرهم فيه العلماء والفقهاء قرنا بعد قرن من قديم الزمان إلى الآن، فهم على حال محمود وطريق بالخير معهود، فمن آذاهم مستحق لما في الحديث القدسي من الوعيد:"من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب". ومن لم يكن منهم وليا فهو في حمى الأولياء لحبه لهم ومشيه على طريقتهم، وما رأينا السادة الخلوتية بمصر من السادة الدمرداشية والسادة الذين هم فروع الأستاذ سيدي كريم الدين الخلوتي وغيرهم إلا في غاية من الإتقان بذكر كلمة الإيمان والنطق بالاسم الأعظم على وجهه المعظم مما استنارت به سرائرهم، وزكت به ضمائرهم، فمن نسبهم للكفر فهو الكافر، وصلاتهم في غاية الصحة فعلى من كفرهم أن يراجع إسلامه، وعلى ولي الأمر أن يدفع عن هؤلاء السادة ويكف عنهم ألسنة الجهلة المتكلمين فيهم بغير ما يجوز في حقهم، فمثل هؤلاء السادة المحيين لما اندرس من طريق القوم لا يجوز التكلم عليهم والخوض في حقهم مع ما لهم من الأذكار في الخلوات والجلوات، وما هم عليه من الصيام والقيام فهم السادة الأعلام، وممن يرحم الله بهم الأنام ولا عبرة بمن خالفهم فإنه محروم والسلام. انتهى والله أعلم.
[مطلب هل يجوز الاعتراض على السادة الصوفية إلخ]
(سئل) هل يجوز الاعتراض على السادة الصوفية فيما يفعلونه في الذكر من رفع الصوت والرقص والهوية والتحلق لذلك أو لا