والصالحين، فأرسلوا الزنديق ليفسد اعتقاد الناس عن الأنبياء الكرام والأولياء والأعلام والأماكن المشرفة؛ لتكون لهم الغلبة على البلاد، ونعوذ بالله تعالى من هذا الاعتقاد، فتأمل هذه الدسيسة الخبيثة؛ لأنا رأينا هذا الرجل يداخل بعض من له الكلام لاحتمال أنه يوافقه على المراد، وأظن أن معه شيئا من المعادن يستميل به قلوب بعض الناس، وقد أخبرت أنه دخل محروسة إسلامبول حرست بأنفاس الرسول، فطرد منها إلى مصر، ثم طرد منها إلى بيت المقدس، وتكلم بكلام كثير كله ضلال وبهتان وكفر صراخ ومقاصد خبيثة، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لمرضاته آمين بحرمة سيد المرسلين.
[مطلب: في كلام الصوفية في القرآن، هل هو تفسير؟]
(سئل) عن كلام الصوفية في القرآن، هل هو تفسير؟ قال ابن الصلاح في فتاواه: وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحدي المفسر أنه قال: صنف أبو عبد الرحمن السلمي حقائق التفسير، فإن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر، وتفصيله في الإتقان للسيوطي، فتوضحوا لنا هذا الجواب مع نقل عبارة السيوطي بتمامها مع زيادة كشف للمقام ولكم الثواب من الملك الوهاب.
(أجاب) قال في الإتقان: وأما كلام الصوفية في القرآن فليس بتفسير، قال ابن الصلاح في فتاواه: وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحدي المفسر أنه قال: صنف أبو عبد الرحمن السلمي حقائق التفسير، فإن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر. قال ابن الصلاح: وأنا أقول الظن بمن يوثق به منهم إذا قال شيئا من ذلك أنه لم يذكره تفسيرا ولا ذهب مذهب الشرح للكلمة، فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسلك الباطنية، وإنما ذلك منهم لنظم ما ورد به القرآن، فإن النظير يذكر بالنظير، ومع ذلك فيا ليتهم لم يتساهلوا بمثل ذلك لما فيه من الإبهام والإلباس. وقال النسفي في عقائده: النصوص على ظواهرها والعدول عنها إلى معان يدعيها أهل الباطن الحاد. قال التفتازاني في شرحه: سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها، بل لها معان باطنية لا يعرفها إلا المعلم وقصدهم بذلك نفي الشريعة بالكلية، قال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها، ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان. وسئل سراج الدين البلقيني عن رجل قال في قوله تعالى:{من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} أن معناه من ذل أي من الذل ذي إشارة إلى النفس يشف من الشفا جواب من أمر من الوعي، فأفتى بأنه ملحد، فقد قال تعالى:{إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا}. قال ابن عباس: هو أن يضع الكلام على غير موضعه. أخرجه ابن أبي حاتم. فإن قلت: قال الفريابي: حدثنا سفيان عن يونس بن