خلقت من ضلع أعوج لا تستقيم لك على طريقة، فإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها، وإن استمتعت بها استمتعت على عوج". وذكر ابن الجوزي رحمه الله تعالى أن حواء طلبت من آدم المهر فأمر بالصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم عشرين وفي بعض الروايات لما مد يده إليها قالت له الملائكة: يا آدم حتى تؤدي مهرها قال: وما مهرها؟ قالوا: تصلي على محمد صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات. وفي تاريخ ابن جريج أن حواء ولدت أربعين ولدا في عشرين بطنا، وقيل: مائة بطن وعشرين بطنا في كل بطن ذكر وأنثى.
وذكر أهل التاريخ أن آدم ما مات حتى رأى من ذريته من أولاد وأولاد أولاده أربعين ألفا، وأما عمر حواء ففي التواريخ أنه تسعمائة سنة وسبع وتسعون سنة وعاشت بعد آدم سبع سنين، وعاش آدم ألف سنة، وأن آدم وحواء عليهما الصلاة والسلام دفنا بجانب البيت بمكة ذكر جميع ذلك المرحوم الشيخ مرعي الكرمي في بهجته والله تعالى أعلم بالصواب.
[مطلب إبليس من الجن أو من الملائكة إلخ]
(سئل) في إبليس لعنه الله تعالى هل هو من الجن أم من الملائكة؟ وما كان سبب طرده وبعده ولعنه؟
(أجاب) اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في إبليس قيل: إنه من الجن وهو قول أكثر المتكلمين وجماهير المعتزلة ويدل عليه قوله تعالى: {إلا إبليس كان من الجن} الآية. وقيل: إنه كان من الملائكة، وبه قال كثير من الفقهاء، وقال كثير من المفسرين: إن الله عز وجل خلق السماوات والأرض وخلق الملائكة والجن فأسكن الملائكة السماء وأسكن الجن الأرض فعبدوا الله تعالى دهرا طويلا في الأرض، ثم ظهر فيهم الحسد والبغي فاقتتلوا وفسدوا فبعث الله إليهم جندا من الملائكة يقال لهم الجن ومنهم إبليس اللعين وهم من خزان الجنان اشتق لهم اسما من الجنة فهبطوا إلى الأرض فطردوا الجن على وجهها وألحقوهم بشعاب الجبال وجزائر البحار، وسكنوا الأرض وخفف الله تعالى عنهم العبادة فأحبوا البقاء في الأرض لذلك فأعطى الله تعالى إبليس ملك الأرض وملك السماء وخزائن الجنان وكان تارة يعبد الله تعالى في الأرض وتارة في السماء وتارة في الجنة فدخله الكبر والعجب وهذا سبب طرده ولعنه، ثم قال في نفسه: ما أعطاني الله تعالى هذا الملك إلا أني أكرم الملائكة عليه وأعظمهم منزلة لديه، فلما أظهر الكبر عزله الحق جل وعلا عن ملكه، وقال الله تعالى له ولجنده:{إني جاعل في الأرض خليفة} فلما قال لهم ذلك كرهوا العزل؛ لأن العزل شديد فقالوا:{أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} الآية فقال لهم الحق جل وعلا: {إني أعلم ما لا تعلمون} من كبر إبليس ذكر ذلك المرحوم الشيخ مرعي الكرمي في بهجته، ثم قال بعد ذلك: قلت: لعمري إن هذه القصة موعظة للمتعظين ومدهشة