للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولجميع المسلمين؟

(أجاب) نعم يجوز ذلك بل هو مسنون للأخبار الواردة في ذلك لخبر الموطأ للإمام مالك رحمه الله تعالى: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة. وكيف لا يجوز ذلك، وقد قال الله تعالى حكاية عن نوح عليه الصلاة والسلام: {رب اغفر لي ولوالدي} الآية وكان صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم اغفر لحينا وميتنا". الحديث وكما أفتى بذلك القاضي زكريا رحمه الله تعالى والله أعلم.

[مطلب في السبحة هل لها أصل في السنة إلخ]

(سئل) في السبحة هل لها أصل في السنة وهل الأفضل التسبيح بعقد الأصابع أو بالسبحة أو في ذلك تفضيل؟

(أجاب) الأصح أن للسبحة أصلا في السنة، فمن ذلك ما صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده. وما صح عن صفية رضي الله عنها أنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن فقال: ما هذا يا بنت حيي؟ قلت: أسبح بهن فقال: قد سبحت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا قلت: علمني يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم: قولي: سبحان الله عدد ما خلق من شيء. انتهى. وقد ألف في السبحة الجلال السيوطي رحمه الله تعالى، وعن بعض العلماء: أن التسبيح بعقد الأنامل أفضل من السبحة، وفصل بعضهم فقال: إن أمر المسبح من الغلط كان تسبيحه بعقد الأنامل أفضل، وإن لم يأمن من الغلط فالسبحة أفضل كما أفتى بذلك العلامة الشهاب بن حجر رحمه الله تعالى والله أعلم.

[مطلب فيما يستعمله الناس من شراب القهوة إلخ]

(سئل) فيما يستعمله الناس من شراب القهوة والمداومة على شربها هل هي قديمة في الزمن الأول أو محدثة؟ وهل شربها واستعمالها على هذه الهيئة التي يفعل بها حلال مباح كغيرها من المباحات ولا التفات إلى ما حرمها وحرم استعمالها بالحرق أم كيف الحال؟

(أجاب) أما القهوة المستعملة الآن فهي حادثة بالنسبة إلى هذا الزمان وقديمة بالنسبة إلى زمن وجودها لما حكي أن سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام كان إذا أتى إلى بلد خرج إليه أهلها يتبركون به ويحضرون عنده العلماء والصلحاء وأهل الحاجات منهم فيقضي حوائجهم فمر يوما على عدن بلد باليمن فلم يقابله أهلها فسأل عنهم فأخبر أن أهلها بهم أمراض شديدة شتى، ومنها حب الإفرنج وهو أعظمها وكل منهم يستحي أن يقابلك وهو على تلك الحالة فاتفق أن جبريل عليه السلام نزل عليه في ذلك الوقت فسأله عن دواء لهم يحصل لهم به الشفاء فأخبره عن البن أنهم إذا استعملوا قشره مطبوخا بالبهرات أو الحبة مقلوا بالنار مخلوطا بسمن البقر عافاهم الله تعالى وشفاهم من أمراضهم ففعلوا فشفاهم الله تعالى وصاروا يزرعونه من ذلك الوقت في بلادهم وهو مستمر إلى هذه الأيام. وقال الشهاب بن حجر رحمه الله تعالى: حدث قبل هذا القرن

<<  <  ج: ص:  >  >>