للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولياء يكفر؛ لأنه أشرك مع الباري سبحانه وتعالى غيره، مع أن قائل هذا إنما يقوله بقصد التوسل بالله لقربه من الله تعالى مع اعتقاده أن الله تعالى إله واحد لا شريك له، فهل اعتراضه مردود أم لا؟ وهل التوسل بالأنبياء والأولياء جائز في الحياة وبعد الممات أم لا؟

(أجاب) قال الشيخ الإمام العلامة أبو العز أحمد بن العجمي الشافعي الوفائي الأزهري: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين هذا المعترض لا يعبأ باعتراضه، ولا يتابع في أقواله وإن اعتقد أن ما عليه هذه الطائفة كفر فقد باء به، وعليه أن يجدد إسلامه مع تعزيره وتنكيله لإساءة الأدب وتمويهه، فقد واظب هذه الطائفة جملة أعلام من مشايخ الإسلام كالعلامة المقدسي والعلامة الشرنبلالي، وحضر مجالسهم جهابذة حفاظ دأبهم النقل عن الشريعة بأوثق حفاظ فلهؤلاء الطائفة سند أي سند وسلف أي سلف.

وما يفعلونه ليس برقص إنما مجرد دوران، ومع التنزل فالرقص الخالي عن التكسر والتثني لا حرمة فيه ما لم ينضم إليه محرم كآلة ومزمار، واشتمل على تكسر وتثني وأمره بقضاء الصلوات دليل سوء عقيدته إما لكونه لا يرى صحة الصلاة إلا خلف معصوم، أو اعتقاد كفرهم هذا كفر والعياذ بالله تعالى، فإن الصلاة صحيحة خلف كل بر وفاجر ولا قضاء كما لو بان أمامهم محدثا أو ذا نجاسة خفية إنما يلزم القضاء إذا بان إمامه كافرا معلنا أو خافيا. وقوله: يا سيدي أو يا شيخ ليس من الإشراك؛ لأن القصد التوسل والاستغاثة؛ قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة}.

[مطلب سئل العلامة الشيخ محمد الشوبري عما يفعله السادة الخلوتية إلخ]

وقد (سئل) أستاذنا علامة الإسلام حامل لواء الشريعة الغراء على أحسن نظام الشيخ محمد الشوبري رحمه الله تعالى عما يفعله السادة الخلوتية من ذكر الله تعالى قائمين محلقين رافعي أصواتهم بقولهم: "هو هو هو" فهل لمن يعرف ذلك الاعتراض عليهم، ويدعي أنهم يمنعون من ذلك؟

(أجاب) بأن طريق السادة الخلوتية من أعظم الطرق العرفانية قصد سلوكها الكثير من الأئمة الأعلام السادة القادة العظام لتصفية السرائر، وتنوير الأفئدة والبصائر والتخلص من الدعوات النفسانية والتخلق بأخلاق تلك الأسرار العرفانية فأشرقت والله عليهم أنوارها، ودارت فيهم وبهم وعنهم أسرارها، فكملوا بالحقيقة بهذه الطريقة وصاروا هم المشار إليهم بالكمال على هذه الحقيقة فيا لها من موارد ما أعذبها ومشاهد ما أطيبها كرع من حياضها العاملون، وتلوا في مشاهدة أسرارها وما يعقلها إلا العاملون إلى أن قال: فلا منع ولا إنكار من ذلك، ولا اعتراض على أهل هذه المسالك. وفي حاوي الفتاوى لخاتمة الحفاظ والمحققين شيخ المحدثين العلامة

<<  <  ج: ص:  >  >>