ومقتا وبعدا من الله ورسوله معاداته للأخيار والأبرار، فهذا رجل أعمى الله قلبه وبصره فأصبح في ضلاله يتردد، وعن الله ورسله يتباعد، وعن فعل الخير يتقاعد ولا عرف علما ودرسه، ولا عرف الخبر ولا مارسه، وكفاه ذلا وغضبا أن بلاده سلبها الله تعالى من النبوة والرسالة والولاية والكرامة فلا عجب على أعمى أن ينكر الشمس، ولا مسلوب أن ينكر اللمس بل العجب من قوم وجدوا في بلاد الأنبياء والأولياء وهم له تابعون وبقوله قائلون وبمذهبه يتمذهبون فوالله إنهم لأحق بالإبعاد منه، ولغضب الله لاحق بهم قبل، وإن كان هو المغوي لهم والموقع لهم {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك}.
واعلم أن هذا الخبيث لم يكن في الأرض أشد بدعة منه ولا ضلالا أشد من ضلاله، واعلم أن الذي يجب علينا اعتقاده إثبات كرامات الأولياء أحياء وأمواتا كما قال السعد التفتازاني وغيره من أهل التحقيق، وقال تعالى:{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون} لهم البشرى في الحياة الدنيا بإظهار كراماتهم أحياء وأمواتا وقع معاديهم وإلحاق العار والوبار وغضب الجبار لمن يؤذيهم، وفي الآخرة بوضع الدرجات وإعظام المشويات، وإن كل معادي للأولياء والعلماء حقيق بالطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى ويستحق التعزير الشديد إن لم يكن في أفعاله واعتقاده ما يوجب الكفر، وإلا عاملناه معاملة المرتد.
هذا الرجل وأتباعه لا تظن أنهم من أهل البدع، بل من أهل الكفر والضلال فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ ففي الحديث الصحيح: "يأتي أقوام حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة فوالله الذي لا إله إلا هو لا نعلم خلالا يدخل في ملك العثملي أشد بدعة من هذا الرجل نسأل الله تعالى أن يؤيد هذه الدولة العلية بإزالة هذا المنكر، وإلا فهذا موجب لخلل كبير وخرق لا ينسد إلى يوم القيامة، فإذا فرض بلاد العرب الكبيرة كمصر والشام والعراق سمعوا قوله أدى ذلك إلى خروجهم وبروزهم والله الموفق والهادي.
وهنا كلام طويل وقال السعد أسعده الله وقال الأستاذ: نكفر من كفرنا فهذا الضال الملحد يكفر أهل الإسلام فهو الكافر حقا وصدقا، ومما بلغنا عنه قبحه الله تعالى أنه يضلل أهل مصر وهي خزانة العلم ومجمع العلماء، ويضلل أهل الشام وهم سوط الله في أرضه ينتقم الله بهم من يشاء من عباده، ولا يموت منافقهم إلا هما وغما وغيظا وحزنا كما نطق بذلك الحديث الشريف، ويضلل أهل القدس وهي صفوة الله من بلاده، ويضلل أهل مكة زادها الله شرفا على شرف، ويضلل أهل المدينة زادها الله نورا على نور وهذه