للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعدد مخصوص وهيئة مخصوصة كما يبينه قول ابن مسعود: "إن ما في هذا الكتاب بدعة وفتنة وضلالة".

وقد ذكر الدارمي (١) رواية أخرى في صحيفة جيء بها من الشام فمحاها ابن مسعود، وفيها: "فقال مُرَّة [ابن شرحبيل الهمداني أحد كبار أصحاب ابن مسعود]: أما إنه لو كان من القرآن أو السنة لم يمحه، ولكن كان من كتب أهل الكتاب".

ثم قال أبو رية (ص ٢٥): "هناك غير ذلك أخبار كثيرة ... ".

أقول: ذكر ابن عبد البر (٢) عن مالك: "أن عمر أراد أن يكتب الأحاديث، أو كتبها، ثم قال: لا كتاب مع كتاب الله"، وهذا معضل، وقد مرت رواية عروة عن عمر وبيان وجهها.

وذكر (٣) عن أبي بردة بن أبي موسى أنه كتب من حديث أبيه، فعلِمَه أبوه، فدعا بالكتاب فمحاه.

وقد أخرج الدارمي (٤) نحوه، ثم أخرج (٥) عن أبي بردة عن أبيه "أن بني إسرائيل كتبوا كتابًا فتبعوه وتركوا التوراة"، وهذا كما مَرَّ عن عمر.

وذكر (٦) عن أبي نضرة قال: قيل: لأبي سعيد [الخدري] لو أكتبتنا الحديث فقال: لا نكتبكم، خذوا عنا كما أخذنا عن نبينا -صلى الله عليه وسلم-، ثم ذكره من وجه آخر في سنده من لم


(١) (١/ ١٣٤) عن أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا أبو زيد (كذا، وصوابه: أبو زبيد وهو عبثر بن القاسم) ثنا حصين (وهو ابن عبد الرحمن) عن مُرَّة الهمداني به.
(٢) (ص ١٠٩).
(٣) (ص ١١٠) من طريق وكيع عن طلحة بن عمرو عن أبي بردة، وطلحة هو الحضرمي تالف.
(٤) (١/ ١٣٣) من طريق شعبة عن أبي موسى عن حميد بن هلال عن أبي بردة وشيخ شعبة لا يعرف.
(٥) (١/ ١٣٥) من طريق عبيد الله بن عمرو (هو الرقي) عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة به.
(٦) (ص ١٠٨) من طريق عبد الأعلى (وهو ابن عبد الأعلى السامي) عن سعيد الجريري عن أبي نضرة به.

<<  <  ج: ص:  >  >>