للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعرفه (١) وفيه: "أتريدون أن تجعلوها مصاحف" ثم من وجه ثالث بنحوه (٢). وهذا من أبي سعيد بمعنى ما مَرَّ عن عمرو أبي موسى.

وذكر (٣) عن سعيد بن جبير قال: "كنا نختلف في أشياء، فكتبتها في كتاب، ثم أتيت بها ابن عمر أسأله عنها خفيًا، فلو علم بها كانت الفيصل بيني وبينه".

في رواية (٤): "كتب إليَّ أهل الكوفة مسائل ألقى بها ابنَ عمر، فلقيتُه، فسألته عن الكتاب، ولو علم أن معي كتابًا لكانت الفيصل بيني وبينه".

وهذا ليس مما نحن فيه؛ إنما هو باب كراهية الصحابة أن تكتب فتاواهم وما يقولونه برأيهم.

وذكر (٥) عن ابن عباس أنه قال: "إنا لا نكتب العلم ولا نكتبه". وقد ذكر (٦) عن هارون بن عنزة عن أبيه أن ابن عباس أرخص له أن يكتب.

هذا وقد أخرج الدارمي (٧) بسند رجاله ثقات عن أنس أنه كان يقول لبنيه: "يا بني قيدوا هذا العلم" وذكره ابن عبد البر (٨) ولفظه: "قيدوا العلم بالكتاب"، وروي هذا من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن قول عمرو من قول ابن عمر، وإنما يصح من قول أنس -رضي الله عنه-.


(١) (ص ١٠٨) وهو قبل الموضع السابق من طريق مسلم بن إبراهيم عن المعتمر (كذا، وصوابه: المستمر، ولذا لم يعرفه المعلمي) بن الريان، عن أبي نضرة.
(٢) نفس الموضع قبلهما من طريق أبي أسامة عن كهمس عن أبي نضرة، والأسانيد الثلاثة مستقيمة.
(٣) (ص ١١١) من طريق ابن أبي شيبة عن سفيان بن عيينة عن أيوب قال: سمعت سعيد بن جبير.
(٤) كذلك من طريق حماد بن زيد عن أيوب.
(٥) (ص ١٠٩) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس.
(٦) (ص ١٢١).
(٧) (١/ ١٣٧) من طريق مسلم بن إبراهيم عن عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس أن أنسًا كان يقول ذلك لبنيه.
(٨) (ص ١٢٠) مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>