للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحد منهم مع تعديل الله تعالى لهم، المطلع على بواطنهم إلى تعديل أحد من الخلق له ... (١).

هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء.

وذهبت طائفة من أهل البدع إلى أن حال الصحابة كانت مرضية إلى وقت الحروب التي ظهرت بينهم، وسفك بعضهم دماء بعض، فصار أهل تلك الحروب ساقطي العدالة، ولما اختلطوا بأهل النزاهة وجب البحث عن أمور الرواة منهم، وليس في أهل الدين والمتحققين بالعلم من يصرف إليهم خبر ما لا يحتمل نوعًا من التأويل وضربًا من الاجتهاد، فَهُم بمثابة المخالفين من الفقهاء المجتهدين في تأويل الأحكام لإشكال الأمر والتباسه. ويجب أن يكونوا على الأصل الذي قدمناه من حال العدالة والرضا؛ إذا لم يثبت ما يزيل ذلك عنهم. اهـ

تحقيق العلَّامة المعلمي لهذا الفصل:

وفيه مواضع:

الموضع الأول:

قال في "الاستبصار في نقد الأخبار" (ص ١٩ - ٢٨):

"اسم الصحابي: يعمُّ الجمهورُ كُلَّ من رأى (٢) النبي -صلى الله عليه وسلم- مسلمًا ومات على ذلك.

والمراد رؤيته إياه بعد البعثة وقبل الوفاة.

والاسم يشمل من ارتد بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ممن كان قد رآه مسلما إذا عاد إلى الإسلام ومات عليه كطليحة بن خويلد، وعيينة بن حصن، وأضرابهما.


(١) هاهنا كلام للخطيب سينقله عنه المعلمي في بحثه الآتي قريبًا.
(٢) التعبير بلفظ الاجتماع بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أو لقائه أدقُّ؛ ليشملَ من كان أعمى، كعبد الله بن أم مكتوم -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>