إذا ما عصبت الرأس منى بمشوذ ... فغيك منى تغلب ابنة وائل. وبلغت هذه الكلمة عمر، فخاف أن يبطش قائده الشاب بنصارى تغلب فيفلت من يده زمامهم في الوقت الذي يحاربون فيه مع المسلمين حمية للعروبة, فكف عنهم يد الوليد ونحاه عن منطقتهم. وبهذا الماضي المجيد جاء الوليد في خلافة عثمان فتولى الكوفة له، وكان من خير ولاتها عدلا ورفقا وإحسانا، وكانت جيوشه مدة ولايته على الكوفة تسير في آفاق الشرق فاتحة ظافرة موفقة". اهـ. (١) قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (ج ٣ ص ١٥٥٣): "ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أنّ قوله عز وجل: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ} نزلت في الوليد بن عقبة ... ". وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (ج ٨ ص ٢١٦): "ذكر ذلك غير واحد من المفسرين، والله أعلم بصحة ذلك". قال ابن حجر في "الإصابة" (ج ٤ ص ٦٣٧): "هذه القصة أخرجها عبد الرزاق في تفسيره عن معمر، عن قتادة قال: وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الوليد بن عقبة ... [يعني مرسلًا]، وأخرجه عبد بن حميد، عن يونس بن محمد، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة نحوه. ومن طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة نحوه. ومن طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد كذلك. وأخرجها الطبراني موصولة عن الحارث بن أبي ضرار المصطلقي مطولة، وفي السند من لا يُعرف". اهـ. وقال أبو بكر بن العربي في "العواصم من القواصم" (ص ١٠٢): "وأما الوليد فقد روى بعض المفسرين أن الله سماه فاسقًا في قوله: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} [الحجرات: ٦]. فإنها -في قولهم- نزلت فيه، أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بني المصطلق، فأخبر عنهم أنهم ارتدوا، فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليهم خالد بن الوليد، فتثبت في أمرهم فتبَّين بطلان قوله. وقد اختلف فيه, فقيل: نزلت في ذلك، وقيل: في عليّ والوليد في قصة أخرى، وقيل: إن الوليد سبق يوم الفتح في جملة الصبيان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمسح رءوسهم وبرك عليهم إلا هو فقال: إنه كان على رأسي خَلوق، فامتنع -صلى الله عليه وسلم- من مَسِّه. (سيأتي تحقيق المعلمي لهذا الخبر قريبًا). فمن يكون في مثل هذه السن يرسل مصدقًا؟! ". اهـ. بَحْثُ الشيخ محب الدين الخطيب في تحقيق هذا الخبر: قال في تعليقه على "العواصم من القواصم" لابن العربي (ص ١٠٢): "كنت فيما مضى أعجب كيف تكون هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة, ويسميه الله فاسقا، ثم تبقى له في نفس خليفتي =