للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا جميع ما وجدناه عن الوليد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (١). وأنت إذا تفقدت السند وجدته غير صحيح لجهالة الهمداني (٢)، وإذا تأملت المتن لم تجده منكرا (٣) ولا فيه ما يمكن أن يتهم فيه الوليد (٤)، بل الأمر بالعكس فإنه لم يذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا له، وذكر أنه لم يمسح رأسه، ولذلك قال بعضهم: قد علم الله تعالى حاله فحَرَمَهُ بركة يد النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعائه (٥).

أفلا ترى معي في هذا دلالة واضحة على أنه كان بين القوم وبين الكذب على النبي -صلى الله عليه وسلم- حجر محجور؟


(١) لم يذكر الإمام أحمد سواه في "مسنده" (٤/ ٣٢) وقد بوب له: "حديث الوليد بن عقبة ... "، وكذا ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١/ ٤٠٥) لكن زاد الطبراني في "الكبير" (٢٢/ ١٥٠) حديثا آخر، وفي إسناده: عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري وهو تالف. وأخرجه أيضا في "المعجم الأوسط" (١/ ٣٧)، وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": "لم يَرْو الوليد بن عقبة سُنَّة يحتاج فيها إليه".
(٢) هذا الخبر يرويه جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج الكلابي عن أبي موسى عبد الله الهمداني هذا عن الوليد بن عقبة به. هكذا رواه عن جعفر بن برقان جماعة, وخالف زيد بن أبي الزرقاء فجعله عن جعفر عن ثابت عن عبد الله الهمداني عن أبي موسى عن الوليد. فزاد في الإسناد: أبا موسى بين عبد الله هذا والوليد؟ فوهم فيه. انظر "التاريخ الكبير" للبخاري (٨/ ١٤٠)، و"الضعفاء" للعقيلي (٢/ ٣١٩)، و"المعجم الكبير" للطبراني (٢٢/ ١٥٠، ١٥١) وغيرها.
قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٤/ ١٥٥٣): "قالوا: أبو موسى هذا مجهول، والحديث منكر مضطرب لا يصح"، وترجمه العقيلي في "الضعفاء" فقال: "عبد الله الهمداني عن أبي موسى. حدثني آدم بن موسى، قال: سمعت البخاري قال: عبد الله الهمداني ولا يصح" يعني حديثه هذا، وقد ذكره العقيلي بعد ذلك.
(٣) بل قال ابن عبد البر في "الاستيعاب": "الحديث منكر ... لا يصح، ولا يمكن أن يكون من بعث مصدقا في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- صبيًّا يوم الفتح. ويدل أيضا على فساد ما رواه أبو موسى المجهول أن الزبير وغيره من أهل العلم بالسير والخبر ذكروا أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عن الهجرة, فكانت هجرتها في الهدنة بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين أهل مكة، ومن كان غلاما يوم الفتح ليس يجيء منه مثل هذا، وذلك واضح والحمد لله رب العالمين. اهـ.
(٤) نعم هذا صحيح.
(٥) ذكره الحاكم في "المستدرك" عن الإمام أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>